يعد ديفيد كارب رمزا للابتكار حيث أثبت أنه ليس بالضرورة أن يكون التعليم الرسمي مقياسا للنجاح فبالرغم من عدم إكم

قطوف,ديفيد كارب,تمبلر,مخترع تمبلر,مجال البرمجة والتصميم



قطوف: ديفيد كارب مخترع «تمبلر»!

ديفيد كارب  FirstBank
ديفيد كارب

يُعد ديفيد كارب رمزا للابتكار، حيث أثبت أنه ليس بالضرورة أن يكون التعليم الرسمي مقياسًا للنجاح، فبالرغم من عدم إكماله للدراسة الثانوية، إلا أنه تمكن من تأسيس منصة «تمبلر» التي أحدثت ثورة في عالم التدوين الاجتماعي، وجعلت منه أحد أبرز المبدعين عالميًا.

وُلد «ديفيد» عام 1986 بمدينة نيويورك، وبدأ فى مجال البرمجة والتصميم وهو فى سن 11 عامًا، فقام بتصميم برامج لبعض الشركات المحلية، ثم إلتحق للعمل فى سن 14 عامًا بإستديوهات فريديراتور.

ترك «ديفيد» المدرسة فى سن 15 عامًا، واستكمل دراسته الثانوية بالمنزل، كما حاول الإلتحاق ببعض كليات نيويورك أو معهد ماساتشوستس المتخصص فى التكنولوجيا، لكنه لن يتمكن من ذلك لأنه لم يحصل على تعليم مدرسى أو شهادة الثانوية.

ظهــرت عبقــرية «ديفيد» عندما استطــاع إنجــاز مشــروع كبيــر فى أيام قليلة يحتاج إلى عدة أسابيع لإنهائه، وهو مشــروع أوربان بيب، وكان عمــره آنذاك 17 عــامًا، وحصل على حصــة فى هذا المشــروع.

وعندما تم بيــع هذا المشــروع لـ(سي نت)  فى 2006، حصــل على أموال ساعدته فى إنشــاء أول شركة استشــارات برمجيــة خاصة به.

عمــل ديفيــد كارب مع زميل له على تدشين منصــة التدوين «تمبـلر»، وهو فى العشــرين من عمــره، وذلك فى الوقت الذى كان يتابع فيه العمــل بعقــود مع شــركات أخــرى من خــلال شــركته الخاصة، وفى فبراير 2007 أطلق تمبـلر.

ووصل عدد مستخدمى المنصة إلى نحـــو 75 ألف مستخدم خلال أول أسبــوعين فقط من إطــلاقها، ثم تخلَّى عن العمل فى شركة الاستشــارات حتى يتفــرغ بالكامل لتحديث منصــة تمبـلر.

في السنوات التي تلت إطلاق منصة «تمبلر»، شهدت المنصة نموًا سريعًا وأصبحت واحدة من أشهر منصات التدوين الاجتماعي في العالم، وبفضل واجهتها البسيطة وسهولة استخدامها، اجتذبت ملايين المستخدمين، بما في ذلك الكتاب والفنانين والمصورين الذين وجدوا فيها وسيلة مثلى لمشاركة أفكارهم وأعمالهم مع العالم.

في عام 2013، جذبت «تمبلر» انتباه شركة «ياهو» التي استحوذت على المنصة مقابل 1.1 مليار دولار، في خطوة هدفت إلى تعزيز وجود «ياهو» في مجال الشبكات الاجتماعية، ورغم عملية الاستحواذ، إلا أن «ديفيد» استمر في قيادة «تمبلر» كمدير تنفيذي، محافظًا على رؤيته الإبداعية للمشروع، حيث ظل متحكمًا في القرارات الأساسية التي حافظت على الهوية المميزة للمنصة.

وبمرور الوقت، تعرضت «تمبلر» لتحديات عديدة، بما في ذلك المنافسة الشرسة من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى وتغييرات في استراتيجيات «ياهو»، ورغم هذه التحديات، بقيت «تمبلر» منصة فريدة من نوعها تجذب شريحة معينة من المستخدمين الذين يقدرون الطبيعة الخاصة للمحتوى الذي تقدمه.

في عام 2017، وبعدما استحوذت شركة «فيريزون» على «ياهو»، قرر «ديفيد كارب» التنحي عن منصب المدير التنفيذي لـ«تمبلر»، تاركًا خلفه إرثًا إبداعيًا سيظل حاضرًا في عالم التدوين الاجتماعي، وبرغم تركه للشركة، إلا أن أثره واضح في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع المنصة، وفي الاستراتيجية التي اتبعها لتحقيق النجاح دون الحاجة إلى المسار التقليدي في التعليم.