قطوف: لاري إليسون.. رائد صناعة البرمجيات في العالم
First Bank
يُعد لاري إليسون مثالاً بارزاً لرائد الأعمال الذى جمع بين الرؤية الثاقبة والإصرار المستمر ليصبح واحداً من أهم الأسماء في عالم التكنولوجيا، فمن خلال تأسيسه لشركة أوراكل، نجح في تغيير مشهد البرمجيات العالمية، وتحقيق قفزات نوعية جعلته واحداً من أغنى الأشخاص في العالم.
وُلد «إليسون» في 17 أغسطس من عام 1944، بمدينة نيويورك، ومنذ صغر سنه افتقد لوالده الذي كان كثير السفر، لعمله كطيار مقاتل في القوات الجوية الأمريكية.
واضطر للانتقال للعيش مع أفراد من أسرته في شيكاغو قبل إتمامه عامه الأول، بسبب إصابته بالتهاب رئوي، إذ لم تستطع والدته الاعتناء به، ولم يراها مجدداً حتى وصل إلى عمر 48 عاماً.
نشأ «إليسون» مع والدين بالتبني، وواجه ظروفاً صعبة بسبب تنمر والده الجديد عليه ووصفه المستمر له بالفشل، إضافة إلى أنه عاش في حي يُعد من أسوأ أحياء اليهود ذوي البشرة السمراء في شيكاغو.
واجه لاري إليسون العديد من العقبات في حياته الدراسية، حيث تم طرده من الجامعة أكثر من مرة، لكنه لم يستسلم وتعلم البرمجة بشكل ذاتي من خلال القراءة.
قرر «إليسون» في عام 1977، دخول مجال ريادة الأعمال، وأسس مع اثنين من أصدقائه، شركة لتطوير البرمجيات، ومن بين العقود المهمة التي حصلت عليها شركته، كان هناك عقد لمدة سنتين لتطوير نظام برمجي يحمل اسم أوراكل، بهدف إدارة قاعدة البيانات الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وكان نجاح شركة أوراكل سريعًا ومدهشًا، بفضل رؤية «إليسون» الثاقبة وقيادته الحازمة، فالنظام البرمجي الذي طورته الشركة لوكالة الاستخبارات المركزية لم يكن إلا بداية لانطلاقة كبيرة، فبعد هذا العقد، بدأت الشركة في النمو بسرعة، واكتسبت سمعة قوية في سوق البرمجيات وقواعد البيانات.
وعلى الرغم من هذا النجاح، إلا أن الشركة عانت في مطلع التسعينيات من تراجع في القيمة السوقية بسبب وجود منافسين بارزين، غير أن «إليسون» لم يستسلم، ونجح في إعادة الشركة لمكانتها، وأجرى عددًا من عمليات الاستحواذ التي عززت قوة الشركة.
وتمكن «إليسون» من تحقيق ثروة ضخمة تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات، مما جعله يحتل المركز الخامس على قائمة فوربس لأغني الأشخاص في العالم لعام 2024 بحجم ثروة صافية بلغ 141 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن تأثير لاري إليسون يمتد إلى ما هو أبعد من الثروة؛ حيث يُعد مثالاً لرائد الأعمال الذي يستطيع تحويل الصعوبات إلى نجاحات كبيرة، كما تُعطي قصته درسًا في المثابرة والإبداع والتطلع الدائم نحو المستقبل.