تلعب الغابات دورا أساسيا في توازن النظام البيئي ومكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض وليست مجرد مناطق خضراء ج

الاحتباس الحراري,أخضر,التغير المناخي,النظام البيئي,مكافحة التغير المناخي



أخضر: الغابات تساند البشر في معركة المناخ!

FirstBank

تلعب الغابات دورًا أساسيًا في توازن النظام البيئي ومكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض، وليست مجرد مناطق خضراء جميلة.

تُعرف الغابات بأنها رئة الأرض بسبب امتصاصها لكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وإنتاجها للأكسجين الضروري للكائنات الحية، لكن بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية الضارة، تتعرض الغابات لتهديد خطير، مما يحتاج إلى إجراءات حاسمة لحمايتها وضمان بقائها.

وتُعد الغابات من أهم الأدوات الطبيعية لمكافحة التغير المناخي بفضل قدرتها على امتصاص الكربون، حيث تعمل الغابات كمصارف طبيعية لثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري، فعندما تقوم الأشجار بعملية التمثيل الضوئي، تمتص الكربون من الغلاف الجوي، مما يساعد على تقليل نسبته ويحد من تأثيره السلبي على المناخ.

وتسهم الغابات أيضًا بشكل كبير في الحفاظ على استقرار الدورة المائية من خلال امتصاص الأمطار وتخزينها، مما يساعد على منع الفيضانات ويقلل من آثار الجفاف.

كما تعمل الغابات على الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تُعتبر موطناً لما لا يقل عن 80% من التنوع البيولوجي البري في العالم، بما في ذلك العديد من أنواع الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والفطريات التي تعمل معاً في أنظمة بيئية معقدة.

وعلى الرغم من أهمية دور الغابات في حماية البيئة، إلا أنها تواجه تحديات تهدد جهودها في مواجهة التغير المناخي، ومن أهمها خطر الإزالة.

وتعتبر إزالة الغابات واحدة من أبرز التحديات البيئية، حيث يتم قطع مساحات شاسعة من الغابات لاستخدامها في الزراعة أو التنمية العمرانية، مما يؤدي إلى تدهور النظام البيئي وزيادة انبعاثات الكربون.

ويُعد التوسع العمراني أيضًا من أبرز التحديات التى تواجه الغابات، حيث يعمل ازدياد التوسع الحضري على حساب المناطق الغابية إلى تقليص المساحات الخضراء وتدمير الموائل الطبيعية.

ويُضاف إلى ذلك الحرائق، حيث تعاني العديد من الغابات حول العالم من الحرائق، التي غالبًا ما تتزايد بفعل التغيرات المناخية والجفاف، مما يؤدي إلى فقدان مساحات كبيرة من الغطاء النباتي.

وكان قد حذر تقرير حديث من ارتفاع معدلات انبعاثات الكربون الناتجة عن حرائق الغابات على مستوى العالم، في ظل المخاطر المتزايدة جراء موجات الاحترار، وتغير المناخ، وذلك بحسب ما جاء بدورية Earth System Science Data.

وأوضح التقرير أن الانبعاثات من الحرائق في الغابات الشمالية الكندية أكثر من 9 أضعاف المتوسط في العقدين الماضيين، وساهمت بنحو ربع الانبعاثات العالمية.

وأشار التقرير إلى أن الإمكانات المتزايدة لاندلاع حرائق الغابات في ظل تغير المناخ يشكل مصدر قلق ملح، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ترتفع وتيرة وشدة الجفاف والطقس الملائم للحرائق، ما يؤدي إلى انخفاض الرطوبة في الغطاء النباتي، وتجهيز الغابات لحرائق أكثر شدة وكثافة.

ويمكننا حماية رئة الأرض من خلال إتباع العديد من التدابير الفعالة، منها إعادة التشجير، حيث من الضروري تبني سياسات تهدف إلى إعادة زراعة الأشجار في المناطق المتضررة، وهي عملية تسهم في استعادة النظم البيئية المتدهورة وتعزز من قدرة الغابات على امتصاص الكربون.

كما يجب على الحكومات والشركات تطبيق سياسات صارمة للحد من إزالة الغابات غير المستدامة، وتفعيل قوانين تحمي الغطاء النباتي الطبيعي، وينبغي أيضًا دعم ممارسات زراعية مستدامة تقلل من الحاجة إلى إزالة الغابات، مثل استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة لتحسين الإنتاج مع تقليل الأثر البيئي، ويمكننا أيضًا حماية الغابات من خلال التوعية بأهميتها ودورها في مواجهة التغير المناخي هو عنصر أساسي.