يعد تاكيو أوساهيرا أحد رواد الصناعة اليابانية ممن كان لهم السبق في إشعال الثورة الصناعية بدولته خلال تلك الحقب

قطوف,الثورة الصناعية,اليابان,تاكيو أوساهيرا,الصناعة اليابانية



قطوف: تاكيو أوساهيرا أحد رواد النهضة الصناعية باليابان

FirstBank

يُعد تاكيو أوساهيرا أحد رواد الصناعة اليابانية ممن كان لهم السبق في إشعال الثورة الصناعية بدولته خلال تلك الحقبة بعد اختراعه أول محرك ياباني بشكل كامل فما هي قصته؟  

ولد تاكيو أوساهيرا عام 1856 بمقاطعة كاغوشيما باليابان وكان منذ نعومة أظافره مولعاً بالتكنولوجيا والهندسة، وكان كثير الإطلاع على التطورات الغربية التى تحدث يوما تلو الأخر، نظراً لأنه مهتماً باختراع المحرك ويأمل أن يحقق مراده ولكن لا يعرف كيف السبيل لذلك.

إلتحق «أوساهيرا» بالمرحلة الجامعية وأختار التخصص الذى يشبع شغفه وهو الميكانيكا التطبيقية وأبدع فيها، ونتيجة لتفوقه في تخصصه أرسلته اليابان مع مجموعة من طلاب الجامعة في بعثة علمية لدراسة "أصول الميكانيكا العلمية" في جامعة "هامبورغ" الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية.

يقول تاكيو أوساهيرا لقد ذهبت إلى جامعة هامبورغ بألمانيا وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً.

ولكن بعد وصوله اصطدم بالواقع المؤلم، وحدث ما لم يكن يتوقعه فبدلاً من أن ينزل إلى المختبرات والمصانع وجد نفسه في القاعات الدراسية يدرس الكتب، وهذا لم يكن في حسبانه، وإنما كان يسعى للنزول بشكل مباشر إلى المصانع ليصنع محركاً بيده.

ظل يتابع دراسته حتى قرأ جميع الكتب بتخصصه، وذات يوم سمع عن معرض للمحركات الإيطالية سيقام بمدينة "هامبورغ"، فذهب إلى المعرض لمشاهدة المحركات الحديثة.

وأثناء ذلك شهد محركاً نال إعجابه وأراد شراءه، ولكن كانت هناك معضلة فلم يكن يملك سوى مرتبه الشهري، الذى بالكاد يغطي تكلفة المحرك، ولكن مع إصراره قام بشراء المحرك وأخذه معه إلى المنزل.

عندما وصل إلى المنزل طرأت على ذهنه فكرة عظيمة، وبدأ بتفيذها على أرض الواقع فأحضر ورقة وقلماً وبدأ بفك قطع المحرك كل قطعة منفردة، وبدأ يرسم القطعة التى قام بفكها، ثم يقوم بترقيمها، حتى انتهى من فك جميع أجزاء المحرك، ثم أعاد تجميعها من البداية، استغرق هذا العمل معه حوالي 3 أيام وبعد الانتهاء من تجميع كل أجزاء المحرك، بدأ تشغيله مره أخرى فعمل المحرك.

أخبر تاكيو أوساهيرا رئيس البعثة على ما أنجزه، فشجعه وأعطاه محركاً آخر وقال له: خطوتك الثانية هي القيام بتصليح هذا المحرك، فهذا المحرك معطل، فأخذ المحرك وبدأ بتفكيك جميع أجزاء المحرك، وبعد فك كل قطعة يقوم برسمها وترقيمها مثلما فعل سابقاً، وخلال عمله وجد 3 قطع غير قابلة للعمل فقام بإصلاحها ومن ثم أعاد تركيب أجزاء المحرك وبعدما انتهى، قام بتشغيل المحرك وإذ به يعمل، فعاد إلى رئيس البعثة، فأثنى عليه وأرشده إلى الخطوة التالية، وأخبره بأنه لابد أن يصنع قطع المحرك بنفسه، ثم يقوم بتركيبها.

ومن هنا تأتى العقبة الثانية فكان من الضروري أن يختار ما بين ترك رسالة الدكتوراه واتباع شغفه منذ الطفولة باختراع اول محرك ياباني، ولكنه أثر أن يتبع شغفه للوصول إلى مبتغاه.

وبدأت رحلته الحقيقية، فالتحق بمصانع صهر الحديد والنحاس والألمنيوم، وظل يعمل لفترات طويلة، امتدت لحوالي 9 سنوات.

وبعد فترة من الزمن علم إمبراطور اليابان بأمره، فأرسل إليه مبلغ 5000 جنيه ذهبي كهدية له، تقديراً لجهوده واجتهاده، فاشترى بها الأدوات والمعدات اللازمة لصناعة المحركات.

كان «أوساهيرا» قد قضى 9 سنوات في ألمانيا وهو يحاول أن يصنع المحرك، ولم يحصل فيها على شهادة الدكتوراه، كما أنه عمل فيها في عدة مصانع، وخلال هذه الفترة لم يكسب المال، بل أنفق الكثير، وظل يتابع عمله في اليابان لمدة 9 سنوات أخرى حتى حان الوقت طلب "أوساهيرا" أن يقابل الإمبراطور، وذهب مع مساعده إلى قصر الإمبراطور، مع 10 محركات صنعت في اليابان بشكل كامل، وبدأ تشغيل المحركات فعملت جميعها، فقال الإمبراطور: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، وشكره وكافأه.

كانت الرؤية الواضحة والالتزام بالعمل هما الخطوات التى دفعت هذا الياباني إلى تحقيق هدفه، وقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده في نهضة اليابان، أبرزها منحه وسام الشمس المشرقة من الدرجة الثانية عام 1915، وهو وسامٌ رفيع المستوى يُمنح تقديرًا للإنجازات الاستثنائية، ورحل عن العالم عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من الإنجازات والتطورات التكنولوجية.