تخيل لو استطعنا تحويل القمامة التي نتخلص منها يوميا إلى كهرباء تنير منازلنا هذا ما يقدمه مفهوم تحويل المخلفات

أخضر,تحويل المخلفات إلى طاقة,المخلفات,الطاقة الكهربائية,محطة تحويل المخلفات



أخضر: جهود مكثفة في مصر لتحويل المخلفات إلى طاقة

FirstBank

تخيل لو استطعنا تحويل القمامة التي نتخلص منها يوميًا إلى كهرباء تُنير منازلنا! هذا ما يقدمه مفهوم تحويل المخلفات إلى طاقة، والذي يمثل فكرة ثورية في الاستفادة من الموارد المتاحة وتقليل التلوث البيئي.

وتعتبر عملية تحويل المخلفات إلى كهرباء توجهًا عالميًا يهدف إلى تلبية الحاجة إلى الطاقة النظيفة والتخلص الأمثل من المخلفات، مما يدعم مفهوم التنمية المستدامة، والجدير بالذكر أن هذا التوجه تتزايد أهميته مع ارتفاع الطلب على الكهرباء والنمو السكاني في المدن، إلى جانب الجهود العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية لمكافحة التغير المناخي.

وبشكل عام، تُعد محطة تحويل المخلفات إلى طاقة منشأة مخصصة لإدارة المخلفات عبر حرقها وتحويلها إلى كهرباء، وتُعرف أيضًا بأسماء مثل محطة تحويل المخلفات إلى طاقة، حرق مخلفات البلدية، إسترداد الطاقة، أو استخراج موارد الطاقة.

وتختلف المحطات الحديثة لتحويل المخلفات إلى طاقة عن الطرق التقليدية لحرق المخلفات التي كانت شائعة في السنوات الأخيرة، وتُعتبر محطات تحويل النفايات إلى طاقة استراتيجية مهمة لتنويع مصادر الطاقة.

وإتخذت الدولة المصرية العديد من الجهود الحثيثة في إطار هذا الملف، أبرزها قانون المخلفات الذى يتيح فرصًا عديدة للاستثمار في المخلفات، أولها الجمع والنقل، بالإضافة إلى عمليات التدوير لإنتاج الوقود والسماد، التي تحتاج إلى تكاليف لإنشاء المصانع من خلال القطاع الخاص، وكذلك المعالجات الحرارية لتحويل المخلفات للكهرباء، والتي تم إصدار تعريفة التغذية الكهربائية لها بقيمة 1.40 قرش/ وات ساعة.

يُضاف إلى ذلك إصدار اللائحة التنفيذية لقانون إدارة المخلفات الجديد في مارس 2022، وذلك من أجل وضع شروط وضوابط تنظم عملية جمع، نقل، وتدوير المخلفات، نظرًا للطفرة التي شهدها مجال إدارة المخلفات، حيث أصبح محل استثمار، ومن الأمور التي نظمتها اللائحة التنفيذية للقانون هي إدارة المخلفات في المجتمعات العمرانية الجديدة.

علاوة عن ذلك تطبيق مصر النموذج الألماني لتحويل المخلفات إلى طاقة، الذى يُحرق 400 ألف طن سنويًا، بمتوسط 1200 طن يوميًا من المخلفات، مما يخدم 1.6 مليون مواطن، والجدير بالذكر أن هذا النموذج يتطلب حوالي 440 عاملًا و100 سيارة لجمع المخلفات وتنظيف الشوارع، ويحقق لألمانيا دخلًا سنويًا يصل إلى 90 مليون يورو، حيث يعتمد توليد الطاقة من المخلفات على أحدث تكنولوجيا، ويشمل نظام رصد ومراقبة ومعالجة الانبعاثات لتتوافق مع المعايير الألمانية لتلوث الهواء الناتج من المحارق ومنشآت توليد الكهرباء.

يُضاف إلى ذلك افتتاح أول محطة لتحويل المخلفات إلى طاقة متجددة، كأول نموذج حقيقي لتحويل المخلفات لطاقة كهربية وسماد عضوي، ويُعد المشروع الأول من نوعه في مصر، حيث إن هذه التقنية ذات انبعاثات صفرية، وهو مشروع إرشادي بسعة حوالي 2.5 طن في اليوم وقدرة إنتاجية حوالي 100 كيلووات ساعة من الطاقة الكهربائية.

وتسعي مصر إلى تحقيق المزيد من التقدم في هذا الملف، حيث تستهدف الحكومة المصرية بناء 56 مصنعًا لإعادة تدوير المخلفات بمختلف أنواعها، مع تشغيل 28 مصنعًا حاليًا.

وتهدف هذه الجهود إلى التخلص الآمن من المخلفات، التي يصل حجم إنتاجها السنوي إلى نحو 90 مليون طن، منها 26 مليون طن من المخلفات الصلبة (القمامة)، أي ما يعادل حوالي ثلث إنتاج مصر من المخلفات، ومع ذلك، يتم تدوير حوالي 20% فقط من هذه الكميات المتولدة.