موجات حارة يشهدها العالم حاليا وبالأخص في وطننا العربي وسط تحذيرات الهيئات المختصة بالطقس للبشر من التعرض المب

أخضر,الموجات الحارة,ظاهرة مناخية,درجات الحرارة المرتفعة,الآثار الضارة



أخضر: موجات حارة غير مسبوقة.. والقادم أكثر حدة

FirstBank

موجات حارة يشهدها العالم حاليًا وبالأخص في وطننا العربي، وسط تحذيرات الهيئات المختصة بالطقس، للبشر من التعرض المباشر لشمس الظهيرة وترطيب أجسامهم قدر الإمكان، خاصة أنه على ما يبدو أن هذه الموجات المتتالية لن تهدأ في وقت قريب، فنحن لا نزال في أول أيام فصل الصيف!

وتُعرف الموجات الحارة على أنها ظاهرة مناخية تتميز بارتفاع غير معتاد ومستمر في درجات الحرارة لفترة زمنية تتراوح بين عدة أيام إلى أسابيع، وتؤثر تلك الموجات الحارة على مناطق جغرافية واسعة.

وعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة العربية هى أمر طبيعي وتأتي كل صيف بنفس المعدلات، إلا أنها أصبحت مختلفة خلال العقد الأخير عن أي وقت مضي، حيث ارتفعت معدلات الموجات الحارة وأصبحت أشد وأطول بشكل غير مسبوق.

ويرجع ذلك إلى الآثار الضارة التى خلفها التغير المناخي كعنصر فاعل فيما يحدث حاليًا لعالمنا اليوم، خاصة في منطقتنا العربية، حيث تقع الكثير من مناطق عالمنا العربي في نطاق المناطق الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي حول العالم.

ويؤدي ذلك إلى تفاقم عدة عوامل مثل التصحر، فتتوسع المناطق القاحلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي، ويزداد التبخر وتقل المياه، وفي هذا السياق تكون الموجات الحارة أكثر تسببا بالضرر.

وتؤكد المنظمات الدولية أن القادم أسوأ، حيث تشير دراسة من معهد ماكس بلانك الألماني إلى أنه بحلول عام 2050، ستكون درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى بمقدار 4 درجات مئوية، وبحلول نهاية القرن يمكن أن تصل أثناء النهار إلى 50 درجة مئوية، مع 200 يوم من الحرارة الاستثنائية كل عام.

كما تشير دراسة نُشرت في دورية بلوس وان، قامت بتحليل التطور الزمني لمعدلات وشدة وطول موجات الحر في 53 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال القرن الحادي والعشرين، إلى أنه بحلول نهاية القرن من المتوقع أن تشهد 80% من المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان ما لا يقل عن 50% من الأيام تحت ظروف موجة الحر خلال الموسم الدافئ، وذكرت أيضًا الدراسة أنه سيكون هناك ارتفاع ملحوظ في متوسط وأقصى شدة لموجات الحرارة.

أما على الصعيد العالمي، فتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك احتمالاً بنسبة 86% أن تسجل إحدى السنوات الخمس القادمة أعلى درجات حرارة على الإطلاق، متجاوزة عام 2023.

وبينما ارتفعت درجات الحرارة العالمية بشكل عام نحو 1.3 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإن تغير المناخ يغذي درجات الحرارة القصوى الأشد ارتفاعاً، مما يجعل موجات الحر أكثر شيوعاً وكثافة وأطول أمداً.

ووفقاً لفريق دولي من العلماء لدى مجموعة «ورلد ويزر أتريبيوشن» فإن موجة الحر التى كانت تحدث مرة واحدة كل عشر سنوات قبل الثورة الصناعية ستحدث الآن 2.8 مرة كل عشر سنوات، وستكون أشد حرارة بمقدار 1.2 درجة مئوية.

كما ذكرت المجموعة أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فوق مستواها الحالي، فستحدث موجات الحر 5.6 مرة كل عشر سنوات في المتوسط، وستكون أشد حرارة بمقدار 2.6 درجة مئوية.