قطوف: محمد يونس.. الاقتصادي صاحب مدرسة القضاء على الفقر
الفقر لم يخلقه الفقراء، كلنا نولد رجال أعمال، لكن البعض يحصلون على فرصة لإطلاق هذه القدرة، بينما يوجد آخرون ليسوا بنفس الحظ، أو لا يعرفون أنهم يمتلكون هذه القدرة أصلاً، هذا ما يقوله البروفيسور البنجلاديشي محمد يونس مؤسس بنك الفقراء، والحائز على جائزة نوبل للسلام العالمية عام 2006.
فما هي حكاية محمد يونس مع الفقر والفقراء؟ وما هي إنجازاته التى بسببها منح جائزة نوبل؟ وما هي أفكاره ونظرياته الاقتصادية؟ وماذا قدم لمجتمعه؟.
ولد محمد يونس في عام 1940 في مدينة شيتاجونغ، وهي مدينة تجارية تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة في جنوب شرق ولاية البنغال الشرقية الهندية، والتى أصبحت جزءًا من باكستان في عام 1955 ثم من بنجلاديش في عام 1971.
وعقب تخرج «يونس» من جامعة دكا في عام 1961، بدأ في تدريس علم الاقتصاد، قبل أن يحصل على منحة فولبرايت للدراسة في الولايات المتحدة في عام 1965 بعد تمكن بنجلاديش من تحقيق استقلالها عام 1971.
غادر «يونس» الولايات المتحدة عائداً إلى بلده للمساعدة في بنائها، بينما لم يتجاوز عمره في ذلك الحين 31 عاماً، وبعد عودته، شارك في لجنة التخطيط الحكومية الجديدة، قبل أن يستقيل منها بسبب عدم وضوح دوره، ليعود إلى قسم الاقتصاد بجامعة شيتاجونغ.
وأخذ محمد يونس من البداية موقف المساند لبلاده بنجلاديش في الغربة، وكان ضمن الحركة الطلابية البنجالية المؤيدة للاستقلال، التي كان لها دور بارز في تحقيق ذلك في النهاية، وبعد مشاركته في تلك الحركة عاد إلى بنجلاديش المستقلة حديثًا في عام 1972 ليصبح رئيسًا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونج، وكان أهالي بنجلاديش يعانون ظروفًا معيشية صعبة، وجاء عام 1974 لتتفاقم معاناة الناس بحدوث مجاعة قُتل فيها قرابة المليون ونصف.
وبسبب تفاقم أوضاع الفقراء في بلاده، مضى يحاول إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء بدون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك للسخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلا للإقراض.
لكنه صمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض، واستطاع بعد ذلك إنشاء بنك جرامين في عام 1979 في بنغلاديش، لإقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التى تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلًا معقول.
وحينما منح محمد يونس جائزة نوبل للسلام عام 2006، مناصفة مع بنك جرامين المتخصص بمنح القروض الصغيرة للفقراء، تقديرًا لما بذلاه من جهود في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أعلن أنه سيتبرع بحصته من الجائزة البالغة قيمتها 1.4 مليون دولار لأعمال خيرية، وحققت فكرة «يونس» نجاحًا كبيرًا، حيث أن فكرته نسخت في دول كثيرة وحررت نحو مئة مليون إنسان من الفقر.