قاموس «First»..«العملة الرقمية للبنك المركزي».. خطوة نحو المستقبل المالي الرقمي

العملة الرقمية للبنك المركزي  (CBDC) هي شكل رقمي من النقود الصادرة عن البنوك المركزية ويتم تداولها إلكترونيًا، وتختلف هذه العملة عن العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثريوم في أنها تخضع للإشراف والسيطرة من قبل الحكومات، مما يجعلها مستقرة من الناحية القانونية والاقتصادية، وتهدف العملة الرقمية للبنوك المركزية إلى تعزيز أنظمة الدفع وتحسين فعالية العمليات المالية داخل الدول.

وتسعى البنوك المركزية حول العالم إلى إصدار عملات رقمية لأسباب عدة، ومنها تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال توفير بديل مستقر للنقد التقليدي، مما يساعد في تحفيز النمو الاقتصادي وتقليل التقلبات في الأسواق المالية، ومع الانتشار الكبير للتكنولوجيا الرقمية وتزايد استخدام العملات المشفرة، تجد الحكومات ضرورة في تطوير عملة رقمية خاصة بها من أجل مواكبة هذه التطورات وحماية النظام المالي، كما تسهل من مراقبة المعاملات المالية بشكل أكثر فعالية مما يساعد في تقليل الأنشطة غير المشروعة مثل غسل الأموال والتهرب الضريبي.

ويمكن أن توفر العملة الرقمية للبنوك المركزية وسيلة أكثر كفاءة للوصول إلى الخدمات المالية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في البنية التحتية للبنوك التقليدية، وتساهم في تقليل الاعتماد على النقود الورقية، مما يخفف من التكاليف المرتبطة بصناعتها وتوزيعها، قد تؤدي العملة الرقمية للبنك المركزي إلى تغيير في دور البنوك التجارية، حيث قد تتقلص الحاجة إلى الخدمات المالية التقليدية مثل الودائع والتسويات بين البنوك.

وفي عام 2020، أطلقت جزر البهاما أول عملة رقمية للبنك المركزي تحت اسم "الدولار الرملي" وفي نفس العام، بدأت العديد من الدول في تجربة إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي، فعلى سبيل المثال، أطلقت الصين عملتها الرقمية "اليوان الرقمي" بهدف تسريع التحول الرقمي وتحسين نظام الدفع الداخلي، كما بدأت السويد في اختبار عملتها الرقمية "e- krona"  بهدف الحفاظ على استقرار النظام المالي.

ويُعد ظهور العملة الرقمية للبنك المركزي خطوة مهمة نحو تحويل النظام المالي العالمي إلى بيئة رقمية أكثر أمانًا وكفاءة، وتسهم هذه العملات في تطوير الاقتصاد الرقمي وتقليل الاعتماد على الوسائل التقليدية، ورغم التحديات التي قد تواجهها هذه العملات من حيث الأمن والخصوصية، تظل هذه العملات تلعب دورًا حيويًا في مستقبل المعاملات المالية، ومن المتوقع أن تتبنى المزيد من البلدان هذه التقنية في السنوات المقبلة.