قاموس «First».. العملات الإلكترونية ثورة في النظام المالي العالمي
فاطمة عطية
أصبحت العملات الإلكترونية أحد أبرز الابتكارات التي أعادت تشكيل النظام المالي في العصر الحديث، حيث تعبر عن الأموال التي تُدار رقميًا سواء من خلال المؤسسات المالية المركزية أو عبر شبكات لامركزية، مثل العملات المشفرة، ومع التطور التكنولوجي المتسارع، تزايدت أهمية العملات الإلكترونية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ويمكن تصنيف العملات الإلكترونية إلى نوعين رئيسيين وهما «العملات الرقمية التقليدية» وهي التي تصدرها البنوك المركزية وتتميز بالاستقرار والاعتماد الرسمي، و«العملات المشفرة» وهي التي تعتمد على تقنية البلوكشين، مثل البيتكوين والإيثريوم وتُعرف باللامركزية والتقلب العالي.
وتوفر العملات الإلكترونية حلولًا عديدة، مثل تسريع التحويلات المالية وتقليل تكاليفها، خاصة في العمليات الدولية، كما أنها تعزز الشفافية بفضل السجلات الرقمية، وتساهم في تعزيز الشمول المالي من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات المالية للفئات غير المتعاملة مع البنوك.
وقد شهدنا مؤخراً تطورات ملحوظة في هذا المجال، حيث تم إطلاق عملات مشفرة جديدة مثل عملة «ترامب»، التي تعتمد على الحماس الشعبي بدلاً من الأسس الاقتصادية التقليدية، مما يبرز اتجاهًا جديدًا في السوق، فضلاً عن إطلاق بعض البنوك المركزية في دول عديدة العملات الرقمية، بالإضافة إلى تجربة «سويفت» لتسريع المعاملات باستخدام الأصول الرقمية.
وعلى الرغم من ذلك تواجه العملات الإلكترونية تحديات كبيرة، أبرزها التقلبات السعرية في العملات المشفرة، ما يجعلها غير مناسبة للاستخدام كوسيلة دفع مستقرة، بالإضافة إلى أن هناك مخاطر مرتبطة بالأمن السيبراني، والقرصنة، واستخدامها في أنشطة غير قانونية، كما أن غياب التنظيم الواضح يثير قلق الحكومات والمستثمرين.
ومع استمرار التطور التكنولوجي، من المتوقع أن تلعب العملات الإلكترونية دورًا أكبر في الاقتصاد العالمي، وقد نشهد توسعًا في استخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية، واعتمادًا أكبر على البلوكشين في المؤسسات المالية، ومع ذلك، سيظل النجاح مرهونًا بتطوير تنظيمات فعّالة تعزز الثقة وتقلل المخاطر.