تعتبر الصين واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم وبفضل حجمها السكاني الكبير والقدرة الصناعية الضخمة لها

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



أخضر: دور الصين في تحقيق الاستدامة.. خطوات نحو المستقبل الأخضر

FirstBank

تعتبر الصين واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، وبفضل حجمها السكاني الكبير والقدرة الصناعية الضخمة، لها تأثير بالغ في العديد من المجالات البيئية، بما في ذلك الاستدامة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت الصين محورًا رئيسيًا في الجهود العالمية نحو تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال مجموعة من السياسات والبرامج التي تهدف إلى تقليل آثارها البيئية وتعزيز استخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، لكن بالرغم من تقدمها، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الصين في تحقيق الأهداف البيئية.

تعتبر الطاقة المتجددة أحد الركائز الأساسية التي اعتمدتها الصين لتحقيق أهداف الاستدامة، على مدار العقدين الماضيين، أصبحت الصين أكبر منتج ومستهلك للطاقة المتجددة في العالم، وفي هذا السياق، استثمرت الصين بشكل كبير في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

فعلى صعيد الطاقة الشمسية، تحتل الصين حاليًا المرتبة الأولى في العالم من حيث قدرة الطاقة الشمسية المثبتة، وقد دفعت الحكومة الصينية بهذا القطاع من خلال تقديم حوافز مالية وتشجيع الابتكار في صناعة الألواح الشمسية، مما جعلها واحدة من الشركات الرائدة في تصنيع الألواح الشمسية في العالم، كما أن هناك مبادرات واسعة النطاق لتركيب الألواح الشمسية في المناطق الريفية والمدن الكبرى.

أما عن الطاقة الريحية، فتُعد الصين أيضًا أكبر سوق لها في العالم، حيث تمثل الحصة الأكبر من قدرة طاقة الرياح المثبتة عالميًا، إذ تدعم الحكومة الصينية هذه الصناعة من خلال خطط استثمارية ضخمة وبرامج تشجيعية، وتستهدف الصين زيادة قدرة طاقة الرياح لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ومن بين الابتكارات التي تتبناها الصين في مجال الاستدامة هو التحول إلى السيارات الكهربائية، حيث أن الصين لا تُعد فقط أكبر سوق للسيارات في العالم، ولكنها أيضًا أكبر سوق للسيارات الكهربائية، وتقدم الحكومة الصينية دعمًا كبيرًا لهذه الصناعة من خلال تخفيض الضرائب، وتقديم حوافز للمستهلكين الذين يشترون السيارات الكهربائية، فضلًا عن دعم شركات صناعة السيارات الكهربائية المحلية.

وتسعى الصين أيضًا إلى تطبيق النقل العام المستدام، حيث يتم توسيع شبكة الحافلات الكهربائية والقطارات الكهربائية في المدن الكبرى، وفي هذا السياق، تسهم هذه الجهود في تقليل الانبعاثات الكربونية والتخفيف من التلوث الحضري.

وعلى الرغم من كون الصين مركزًا عالميًا في التصنيع، فإنها تتبنى سياسات لتقليل التأثير البيئي لهذا القطاع، حيث أن الاقتصاد الدائري هو أحد المفاهيم التي بدأت الصين في تطبيقها على نطاق واسع، ويعني هذا تحويل النفايات إلى مواد قابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من التخلص منها، مما يسهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية.

كما تعمل الحكومة الصينية على تحسين إنتاجية الموارد، حيث يتم تشجيع الشركات على استخدام تقنيات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والمواد الخام، بالإضافة إلى فرض قوانين صارمة بشأن انبعاثات المصانع.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على تقليل انبعاثاتها الكربونية من خلال تطوير تقنيات جديدة مثل الاحتجاز والتخزين الجيولوجي للكربون، التي تتيح تقليل الانبعاثات الصناعية التي لا يمكن تجنبها.