FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤشر «First»: التحول الرقمي في البنك الزراعي المصري وتأثيره على حجم الودائع والقروض

البنك الزراعي المصري  FirstBank
البنك الزراعي المصري

شهد البنك الزراعي المصري تطورًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة، وذلك في إطار استراتيجية البنك لتعزيز الشمول المالي وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي، وشمل هذا التطور تحديث البنية التحتية التكنولوجية، وإطلاق الخدمات المصرفية الرقمية، وتوسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية، مما انعكس إيجابيًا على أداء البنك، خاصةً في نمو حجم الودائع والقروض.

ونجح البنك في إطلاق العديد من المنتجات الرقمية المختلفة، لمواكبة التطور التكنولوجي في قنوات الدفع الرقمية، حيث انضم لشبكة المدفوعات اللحظية «InstaPay»، كما أطلق محفظة الزراعي الإلكترونية «Agri wallet» والتي تُعد أحدث خدماته الرقمية، وذلك لتيسير حصول العملاء على أفضل الخدمات المصرفية وتيسير دفع الفواتير وتحويل الأموال بأمان وسهولة عبر الهواتف المحمولة.

كما أعلن الزراعي المصري مؤخراً عن تشغيل نظامه البنكي الجديد «فينيكال»، والذي يمثل أحدث تكنولوجيا لمنظومة بنكية في العالم، ويدعم جهود البنك لإطلاق مجموعة جديدة من المنتجات الرقمية والتطبيقات الذكية التي تفي باحتياجات عملائه لاستخدام الخدمات البنكية الرقمية وقنوات الدفع البديلة.

وبالنظر إلى تأثير التحول الرقمي على حجم الودائع بالبنك، فقد ساهمت استراتيجية التحول الرقمي في زيادة قاعدة العملاء، مما أدى إلى ارتفاع حجم الودائع بشكل ملحوظ، لتقفز بمعدل 157.7% خلال أقل من ثلاث سنوات، لتصل إلى 189.4 مليار جنيه بنهاية سبتمبر 2024، مقارنة بـ 73.5 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2020.

ويعكس هذا النمو ثقة العملاء في الخدمات الرقمية التي قدمها البنك، والتي سهلت عمليات الإيداع والتحويل الإلكتروني، مما أدى إلى جذب المزيد من ودائع العملاء، ويدعم ذلك توفير البنك لخدمات مصرفية رقمية متطورة، مثل تطبيقات الهاتف المحمول والإنترنت البنكي، التي تمكن العملاء من إدارة حساباتهم بسهولة.

كما ساهم نشر ماكينات الصراف الآلي «ATM» بالمناطق الريفية في زيادة قدرة العملاء على السحب والإيداع الفوري، فضلاً عن تسهيل إجراءات فتح الحسابات البنكية إلكترونيًا، مما شجع المزيد من الأفراد على الانضمام للقطاع المصرفي الرسمي.

ونتيجةً لزيادة الإقبال على الخدمات المصرفية الإلكترونية بالبنك، أدى ذلك إلى تحفيز الإدخار لدى العملاء خاصةً في المناطق الريفية، بالإضافة إلى تعزيز ثقة العملاء في البنك نتيجة تحسن جودة الخدمات وتقليل الإجراءات الورقية، مما ساهم في دعم الاستقرار المالي للبنك وزيادة قدرته على تمويل المشروعات الزراعية.

ولم يقتصر التحول الرقمي على زيادة حجم الودائع، بل امتد تأثيره إلى توسيع محفظة القروض، حيث ارتفع حجم قروض البنك من 34 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2020 إلى 80.3 مليار جنيه بنهاية سبتمبر 2024، ليقفز بمعدل نمو 136.2% محققاً زيادة بقيمة 46.3 مليار جنيه، ويعكس هذا النمو قدرة البنك على تيسير الحصول على التمويل، خاصةً لصغار المزارعين ورواد الأعمال في القطاع الزراعي.

ومن أبرز العوامل التي ساعدت على زيادة حجم القروض بالبنك، إطلاقه خدمة التمويل الرقمي للمزارعين من خلال المحفظة الإلكترونية «Agri Wallet»، مما يسمح لهم بتقديم طلبات القروض إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة الفروع، وإدخال برامج تمويل زراعي مخصصة بناءً على احتياجات المزارعين، بالإضافة إلى تحسين كفاءة معالجة طلبات القروض عبر رقمنة العمليات، مما قلل من الوقت المستغرق للموافقة على القروض وصرفها.

وقد ساهمت هذه الجهود في تسريع عمليات الإقراض وتحسين كفاءة منح التمويل، مما أدى في زيادة نسبة المستفيدين من القروض، وزيادة الإنتاجية في القطاع الزراعي، حيث تمكن المزارعون من الحصول على التمويل اللازم لتحسين إنتاجهم وتطوير مشاريعهم، فضلاً عن تحسين إدارة المخاطر الائتمانية، حيث ساعد التحول الرقمي في تقليل المخاطر المرتبطة بتقديم القروض، من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالقدرة على السداد.

وعلى الرغم من تلك النجاحات الملحوظة، يواجه البنك بعض التحديات في استكمال مسيرته نحو التحول الرقمي، ومن أبرزها، ضعف الثقافة المالية الرقمية بين بعض الفئات الريفية، مما يستدعي مزيدًا من التوعية والتدريب للعملاء، بالإضافة إلى أن البنية التحتية التكنولوجية في بعض المناطق النائية لا تزال بحاجة إلى تطوير لضمان وصول جميع العملاء للخدمات المصرفية الرقمية.

كما يتطلب التحول الرقمي إجراءات صارمة لحماية بيانات العملاء من الهجمات السيبرانية، فضلاً عن ضرورة مواكبة التطورات السريعة في التكنولوجيا المالية، مما يستدعي استثمارات مستمرة في تحديث الأنظمة وتطوير الخدمات.

ومع استمرار البنك الزراعي المصري في تنفيذ استراتيجياته الرقمية، من المتوقع أن يشهد مزيدًا من النمو في حجم الودائع والقروض، بفضل التوسع في الخدمات الرقمية وتبني تقنيات مبتكرة، كما يُتوقع أن يدخل البنك في مجالات جديدة مثل «البلوك تشين»، وتقنيات إنترنت الأشياء «IOT»، فضلاً عن توسعه في الشراكات مع شركات التكنولوجيا المالية «Fintech».

وختاماً، لقد أثبت التحول الرقمي في البنك الزراعي المصري فعاليته في زيادة حجم الودائع والقروض، من خلال تحسين جودة الخدمات المصرفية وتعزيز الشمول المالي، ورغم التحديات التي تواجه هذا التحول، فإن البنك يواصل الاستثمار في التكنولوجيا المالية، مما يعزز من دوره في دعم التنمية الزراعية، تحقيق الشمول المالي، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

وبفضل هذه الاستراتيجيات، يُتوقع أن يواصل البنك تعزيز مكانته كأحد البنوك الرائدة في تمويل القطاع الزراعي، وتحقيق نمو مستدام يعكس أهمية التكنولوجيا المالية في دعم الاقتصاد المصري.

وللإطلاع على المزيد الأخبار والتحليلات عن البنك الزراعي المصري وأبرز إنجازاته اضغط هنا.