أخضر: إعصار مليتون المدمر.. كارثة طبيعية تكشف خطورة التغير المناخي
First Bank
في السنوات الأخيرة، أصبح العلماء أكثر يقينًا بشأن العلاقة بين التغير المناخي وزيادة حدة الأعاصير، وقد صرح الخبراء أن إرتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة، حيث تسهم المحيطات الأكثر دفئًا في توفير طاقة أكبر للأعاصير، كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعزز من تأثير الفيضانات التي تصاحب تلك العواصف.
وقد أظهرت الدراسات أن التغير المناخي لا يزيد من شدة الأعاصير فقط، بل يجعلها أيضًا أكثر بطئًا في التحرك، مما يزيد من وقت تعرض المناطق المتضررة للخسائر الفادحة.
وشهد العالم أحدث كارثة طبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية متمثلة في إعصار «ميلتون» والذي وصل بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمر «هيلين» الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في جنوب شرق الولايات المتحدة، وخلف دماراً جسيماً وخسائر بشرية.
ويُصنف إعصار ميلتون كواحد من أقوى الأعاصير في السنوات الأخيرة، وتم وصف قوته بـ«الخطر للغاية» وهي الفئة الثالثة على مقياس أعاصير يتكون من خمس فئات تصاعدية.
وقد اجتاح الإعصار مناطق واسعة من الولايات المتحدة الأمريكية أبرزها ولاية فلوريدا حيث وصلت عين الإعصار إلى اليابسة بالقرب من سييستا كي بمقاطعة ساراسوتا على الساحل الغربي لفلوريدا، مما أدى إلى فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق وخلّف أضرارًا واسعة في البنية التحتية.
وتشير التقارير الأولية إلى أن إعصار مليتون تسبب في خسائر اقتصادية هائلة تتراوح بين 160 و180 مليار دولار، فيما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 3.4 مليون شخص، ما أضاف تعقيدات لجهود فرق الإنقاذ والإغاثة، والتي لا تزال تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدة للمناطق المتضررة، في حين يواصل المجتمع الدولي تقديم الدعم في مواجهة الكارثة.
ولقد حذر العلماء من أن مثل هذه الأعاصير قد تصبح أكثر شيوعًا مع استمرار ارتفاع درجات حرارة الأرض، داعين الحكومات إلى تكثيف الجهود لمكافحة التغير المناخي والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وعلى الرغم من التحذيرات المتزايدة، لا تزال العديد من الدول تعتمد على أنظمة غير مستدامة من الطاقة والصناعة، مما يفاقم مشكلة التغير المناخي، حيث أن التحول نحو الاستدامة ضروري للحد من التأثيرات المستقبلية للكوارث الطبيعية، لكنه يتطلب جهودًا دولية مكثفة وتحولات جذرية في السياسات الاقتصادية.
ويستهدف نظام الاستدامة البيئية تقليل التأثيرات السلبية على المناخ والبيئة، مثل انبعاثات الكربون التي تساهم في الاحترار العالمي، والذي يؤدي إلى تفاقم ظواهر الطقس المتطرفة مثل الأعاصير.
ويمكن أن يساعد تبني أنظمة الاستدامة، مثل استخدام الطاقة المتجددة وتقليل التلوث، في الحد من التغير المناخي ويقلل من حدة الأعاصير المستقبلية، ولكن مع تفاقم تأثير التغير المناخي يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل نحن مستعدون للتعامل مع الأعاصير المقبلة والتي قد تكون أشد ضررًا؟