أخضر: عام 2023 يُحطِّم الأرقام القياسية المناخية ويخلف تأثيرات كبيرة
مصطفى سيد
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن عام 2023 حطَّم الأرقام القياسية المناخية، مع ما شهده من ظواهر جوية متطرفة خلَّفت وراءها آثاراً من الدمار على الكوكب.
وأكد ذلك تقرير المنظمة المؤقت عن حالة المناخ العالمي أن عام 2023 مرشَّح أن يكون العام الأعلى حرارة حتى الآن، ويتضح ذلك من خلال البيانات التي توافرت فى درجات الحرارة في هذا العام، حيث ارتفعت بنحو 1.40 درجة مئوية.
وكما تشير السجلات، فإن الأعوام التسعة الماضية من 2015 إلى 2023 هي الأعوام الأعلى حرارة، ومن المرجح أن تواصل الحرارة ارتفاعها في عام 2024 بسبب ظاهرة النينيو التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، والتى ظهرت خلال فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي في عام 2023 وتطورت بسرعة خلال فصل الصيف، ويرجع السبب في ذلك إلى أن ظاهرة النينيو عادة ما يكون لها التأثير الأكبر على درجات الحرارة العالمية بعد أن تصل إلى ذروتها.
وقال البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن غازات الاحتباس الحراري قد سجلت مستويات قياسية، وارتفع مستوى سطح البحر ارتفاعاً قياسياً، وانخفض الجليد البحري في أنتاركتيكا انخفاضاً قياسياً.
وأضاف أن هذه ليست مجرد إحصاءات، ونحن نخاطر بخسارة السباق لإنقاذ الأنهار الجليدية وكبح جماح ارتفاع مستوى سطح البحر. ولا يمكننا العودة إلى مناخ القرن العشرين، ولكن يجب أن نعمل الآن للحد من مخاطر مناخ سيزداد قسوة في هذا القرن والقرون المقبلة.
وذكر، أن الظواهر الجوية المتطرفة تقضي على أشكال الحياة، وتدمر سبل العيش يوماً بعد يوم، وهو ما يؤكد الضرورة الحتمية لضمان حماية الجميع عن طريق خدمات الإنذار المبكر.
وقد تصاعدت مستويات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% عنها فى عصر ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يؤدي إلى حبس الحرارة في الغلاف الجوي. وطول فترة بقاء ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالى فأن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع لسنوات عديدة قادمة.
وجاء في تقرير المنظمة أن الأنهار الجليدية في سويسرا قد فقدت في العامين الماضيين ما يقرب من 10 في المائة من حجمها المتبقي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "لقد رأينا هذا العام مجتمعات في جميع أنحاء العالم عصفت بها الحرائق والفيضانات ودرجات الحرارة الحارقة، وهذا الارتفاع القياسي فى درجات الحرارة عالمياً ينبغي أن يكون بمثابة خطر كبير للعالم أجمع.
لافتاً إلى أن لدينا خريطة طريق للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وتجنب الفوضى المناخية الأسوأ. لكننا بحاجة إلى أن يأخذ القادة بزمام المبادرة وأن يطلقوا شرارة العمل الأولى في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في سباق للحفاظ على حد 1.5 درجة، ويمكنهم ذلك من خلال.
وضع توقعات واضحة للجولة التالية من خطط العمل المناخي والالتزام بعقد الشراكات وتوفير التمويل اللازم لتنفيذها على أرض الواقع؛ والالتزام بزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف، وكفاءة الطاقة إلى الضعفين؛ والالتزام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.