يتزايد الحديث عن المخاطر الكارثية التى من المتوقع أن تحدث في حالة ذوبان جليد كوكبنا بشكل كامل خاصة أن هذا الاح

تغير المناخ,أخضر,الثورة الصناعية,ذوبان الجليد,الوقود الأحفوري



أخضر: نتائج كارثية لذوبان الجليد القطبي

FirstBank

يتزايد الحديث عن المخاطر الكارثية التى من المتوقع أن تحدث في حالة ذوبان جليد كوكبنا بشكل كامل، خاصة أن هذا الاحتمال ليس ببعيد، بل أصبح أمرًا مؤكدًا.

ويشهد كوكبنا الأزرق ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة بمرور الأعوام، حيث ارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب إلى درجتين مئويتين تقريبًا وذلك منُذ بدأ بداية تسجيل درجات الحرارة من قبل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي عام 1880.

وهو أمر أصبح بديهي بالنسبة لنا حتى لو لم تأكده المراكز البحثية، فها نحو في أواخر شهر نوفمبر ومازال درجات الحرارة مرتفعة نسبيًا في وقت كان من الطبيعي أن نشهد فيه إنخفاضات واضحة في درجات الحرارة.

وتعود الارتفاعات في درجات الحرارة إلى النشاط البشرى غير المحدود في ظل تسارع وتيرة الثورة الصناعية، وما واكبه من إنشاء المصانع والمنشآت المختلفة التى تعتمد على حرق الوقود الأحفوري بكميات هائلة لتزويد الآلات بالطاقة اللازمة لتشغيلها، والذي ينتج عنه انبعاثات ضارة ومخلفات كيميائية ضارة بالبيئة مثل غازات ثاني أكسيد الكربون وأكسيدات النيتروجين وأكسيد الكبريت.

ويواصل الجليد البحري في القطبين الشمالي والجنوبي تحطيم الأرقام القياسية في تقلُّص رقعتهم، حيث تُشير الصور الفضائية إلى تراجع مستمر ومتسارع في مساحة الجليد القطبي اعتباراً من عام 2015، وهو ما يؤثّر بدوره في ذوبان جليد القطبين على النظام المناخي العالمي، ويزيد من مخاطر تآكل الأراضي الساحلية، ويعزز الصراع بين الدول على الممرات المائية والموارد الطبيعية.

ويمثل الغطاء الجليدي في جرينلاند والقطب الشمالي والصفائح الجليدية في القطب الجنوبي ما مجموعه 99% من المياه العذبة في العالم، وفي حالة ذوبان كميات الجليد هذه سيرتفع منسوب المحيطات عشرات الأمتار لتغمر المناطق المنخفضة، وتعيد رسم خطوط السواحل على كوكب الأرض.

يشير تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، إلى أنّ ارتفاعًا قد حدث في متوسط منسوب المياه بنحو 0.2 متر منذ عام 1990، وبناءًا على ذلك، يقدّر العلماء ارتفاعًا آخر سيصل إلى متر واحد مع حلول عام 2100، وربما يصل إلى 5 أمتار مع حلول عام 2150، وهو أمر لا يمكن استبعاده بسبب التدهور السريع الحادث في تركيبة الغلاف الجوي للأرض.

ويهدد الارتفاع السريع في منسوب المياه حياة الملايين من سكان المناطق الساحلية إلى الهجرة القسرية، فوفقًا لـ ناشونال جيوجرافيك، فإن المدن الساحلية مثل نيويورك ونيو أورليانز وبوينس آيرس والقاهرة ولندن والبندقية وشانجهاي وبنجلاديش سوف تغمرها المياه بالكامل، كما ستتأثر مساحات كبيرة أخرى من الأراضي بشدة.

كما أنه يفاقم أزمة المياه العذبة في العالم، حيث أنه مع ارتفاع مستوى سطح البحر، يمكن للمياه المالحة أن تتسرب إلى احتياطيات المياه الجوفية في الداخل، وهو ما سيؤدي بسرعة إلى تلويث مصادر مياه الشرب، الأمر الذى يؤثر بدوره على الإنسان بشكل صريح.

وسيؤدي ذوبان الجليد إلى إحداث تغييرات قد تؤدي في النهاية إلى عصر جليدي آخر، وهو ما حدث منُذ ملايين السنين، حينما انفصلت الجبال الجليدية عن الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي وانجرفت إلى المحيطات المجاورة قبل ذوبانها، ليؤدى تدفق المياه العذبة من الجبال الجليدية الذائبة إلى تعطيل التوازن العالمي للملح والمياه العذبة.

ومن المحتمل أن يتسبب ذوبان الجليد بتحول الجاذبية، ليؤدي هذا التغيير إلى توسع بعض مناطق الأرض وارتفاعها، وهو من شأنه أن يخفف من تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر.

كما يشير الباحثون إلى أن هذا الذوبان سيؤثر على طول اليوم، ولقد شهد دوران الأرض، كما تم قياسه بواسطة الأقمار الصناعية والطرق الفلكية، تغيرات متواضعة ولكنها ملحوظة بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وتدفق المياه الذائبة إلى المحيطات.

ويهدد ذوبان الجليد النظام البيئي في المحيطات أيضًا، حيث سيكون عرضة للتغير بسبب اختلاف درجة حرارة المحيط والبحار، وهو ما سيدفع الأسماك إلى تغيير مسالكها وسلوكها وأماكن تكاثرها وفقا للتيارات الدافئة.

كما يُنذر بعواقب وخيمة على الأمن الغذائي، حيث بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر الناتج من ذوبان الجليد، تتسرب المياه المالحة إلى المياه السطحية والجوفية في المناطق المنخفضة، مما يجعل التربة مالحة للغاية بحيث لا تصلح للزراعة.