أخضر: الإستدامة البيئية وأهميتها لصحة كوكبنا

من بين عشرات المصطلحات التى طفت على سطح الأحداث في الأعوام الأخيرة، يأتي مصطلح «الإستدامة البيئية»، المرتبط بأزمة التغير المناخي التى يعيشها كوكبنا، وصراع البشر من أجل إنقاذه، وهو ما يطرح تساؤلًا عن ماذا يقصد بهذا المصطلح؟!، وما هى أهميته؟!

تُعرف الإستدامة البيئية على أنها حماية الموارد البيئية والمحافظة عليها للأجيال المستقبلية، وهي تركز على إيجاد علاقات نموذجية أو التوازن بين الأنشطة البيئية البشرية المتنوعة والبيئة على مختلف المستويات لصالح الأجيال القادمة.

وتعتبر الإستدامة البيئية واحدة من أهم القضايا التى تشغل العالم حالياً، وذلك بسبب استخدام الإنسان المتزايد للموارد الطبيعية بشكل كثيف وغير منتظم، حتى أصبحت التحدي الأكبر أمام تحقيق الإستدامة بكل مجالاتها.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة في مجال المناخ المعنية بتبني سياسات وإجراءات أكثر إستدامة، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة تتمثل في إقناع الأفراد والمجتمعات بالتأثير الملموس لهذه القضايا في حياتهم، والحاجة الضرورية للتغيير الفوري من أجل تحقيق الإستدامة البيئية في ضوء التغيرات المناخية.

وأبرز تلك العقبات التى تعوق تعزيز ثقافة الإستدامة لدى الأفراد والمجتمعات هي الفكرة السائدة بأن هذا لن يحدث لي فهذه العقلية، تعوق اعتماد الممارسات المستدامة وتُديم التقاعس عن العمل.

كما تشكل الاعتبارات المالية عائقاً كبيراً أمام اعتماد الممارسات المستدامة، حيث إنه غالباً ما تعوق القيود المالية عملية الانتقال إلى مستقبل مستدام، حيث إنه على الرغم من وجود حلول مبتكرة، فإن تكلفة اعتماد هذه البدائل يمكن أن تكون عائقاً، خاصةً في ظل التحديات المالية العالمية.

والجدير بالذكر أنه غالباً ما يتطلب تنفيذ حلول الإستدامة استثمارات كبيرة مقدماً، وهو ما يمكن أن يشكل عائقاً أمام الأفراد والشركات والحكومات، وبالأخص في البلدان النامية.

إلا أنه يمكن حل تلك المشكلات لتعزيز الإستدامة البيئية، حيث يمكن للحكومات أن تؤدي دوراً محورياً في هذا الصدد برفع مستوى الوعي والتعليم لدى المجتمعات، من خلال الاستفادة من قنوات الاتصال المختلفة لتسليط الضوء على العواقب الحقيقية لتغير المناخ والتدهور البيئي.

كما يمكن إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعمل حملات واسعة، وبرامج تعليمية، لعرض تأثير هذه القضايا في المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

ويتعين أيضًا على المدارس والمؤسسات التعليمية دمج التعليم البيئي في مناهجها الدراسية، وتزويد الطلاب بالمعرفة والفهم اللازمين لاتخاذ قرارات مستنيرة.

ويمكن للحكومات تحقيق الإستدامة البيئية من خلال وضع السياسات والتشريعات وتحفيز الشركات والأفراد لإتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة.

ويستطيع الفرد العادي أن يسهم أيضًل في تعزيز الإستدامة البيئية عن طريق تغييرات بسيطة في سلوكه اليومي تتمحور بمجملها حول تبني العادات الصحيحة التي تحافظ على البيئة، وخير مثال على ذلك ذلك تقليل استخدام المواد البلاستيكية، وترشيد استهلاك المياه والكهرباء، والتخلص من النفايات بشكل صحيح، والتطوع في أنشطة بيئية، وزراعة الأشجار والنباتات في المناطق الخضراء.

وفي الختام، يمكننا القول أن الرحلة نحو مستقبل مستدام تتطلب بذل جهود متضافرة من كافة أفراد المجتمع والحكومات حتى يمكننا تحقيق الإستدامة البيئية وحماية كوكبنا لنا وللأجيال القادمة.