أخضر: حرائق الغابات.. هل ينجح الذكاء الاصطناعي في إنقاذ العالم من كوارث جديدة؟
ياسمين السيد
في ظل التصاعد المتنامي لحرائق الغابات حول العالم، وتزايد حدتها، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، يسعى الخبراء والمتخصصين والحكومات جاهدين للتغلب على النيران عن طريق الاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتُشير توقعات الأمم المتحدة، إلى ارتفاع خطر حرائق الغابات بنسبة 14% بحلول عام 2030 ونحو 30% بحلول عام 2050، وبحلول نهاية القرن، سيزداد هذا الخطر بنسبة %50.
وعلى الرغم من أنه من المستحيل منع حرائق الغابات تمامًا، إلا أنه يمكن الحد من الدمار المحتمل إذا تم اكتشاف الحرائق في مراحلها الوليدة، وتحديد الموقع الجغرافي بدقة.
ويعتقد الخبراء، أن اكتشاف حرائق الغابات في وقت مبكر لا يمكن أن ينقذ الأرواح فحسب، بل قد يمنع أيضًا خسائر بملايين الدولارات.
وهو ما تسعى إليه العديد من المراكز البحثية والوكالات والخبراء الآن، وأحدثها وكالة مكافحة الحرائق الرئيسية، التى بدأت هذا الصيف باختبار نظام للذكاء الاصطناعي يبحث عن الدخان بواسطة استخدام أكثر من ألف كاميرا، وذلك وفقًا لموقع فيز دوت أورج.
وتقوم الوكالة حاليًا بتوسيع نطاقه على مستوى الولاية، والجدير بالذكر أن هذا النظام صُمم لتنبيه مراكز قيادة الطوارئ، حيث يتأكد الموظفون مما إذا كان هناك دخان بالفعل أو أي شيء آخر في الهواء.
وتوفر الكاميرات (هى جزء من شبكة كان يتعين على العمال مراقبتها سابقًا) مليارات البايتات من البيانات لنظام الذكاء الاصطناعي ليتمكن من استيعابها.
والجدير بالذكر أنه لا غني عن العنصر البشري في هذا النظام، حيث يحتاج إليه لتأكيد أي مشاهدات للدخان.
كما يعمل فريق تقني في مايكروسوفت على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأماكن التى من المحتمل أن تبدأ فيها الحرائق.
وقام الفريق بتغذية النموذج بخرائط المناطق التى احترقت سابقًا، إلى جانب البيانات المناخية والجغرافية المكانية.
والجدير بالذكر أن هذا النظام له حدوده، فهو لا يستطيع التنبؤ بأحداث عشوائية مثل الصواعق، لكن يمكنه التدقيق في بيانات الطقس والمناخ التاريخية لتحديد الأنماط، مثل المناطق التى عادة ما تكون أكثر جفافًا.
كما تسعى شركة أورورا تك الألمانية الناشئة، إلى تحليل صور الأقمار الصناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتمكنت الشركة من خلال الاستفادة من التقدم في تكنولوجيا الكاميرات والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، من إطلاق قمرين صناعيين صغيرين بحجم صندوق الأحذية إلى مدار منخفض، على ارتفاع حوالي 550 كيلومترا فوق سطح الأرض، والجدير بالذكر أن هذه الشركة تطمح للمزيد، حيث تسعي لوضع 8 أقمار أخرى العام المقبل لتصل إلى 100 قمر في نهاية المطاف بالفضاء.