أخضر: تغير المناخ الشبح الذى بات يهدد عصب الحياة في عالمنا
يومًا بعد يوم، يظهر لنا جميعًا مدى المخاطر التى تُحدثها التغيرات المناخية، إلا أن الخطر الأصعب على الإطلاق، الذى يمتد إلى عصب حياتنا جميعًا، إلا وهو المياه، وهو ما تثبته لنا العديد من الدراسات، والتى كان أحدثها، دراسة لمجلة ساينس العلمية، عرضت آخر الظواهر المرصودة والمتعلقة بنسب تدهور المخزون المائي العذب على كوكب الأرض، وخاصة السطحي منه والممثل في الأنهار والبحيرات.
وأظهرت الدراسة أن كميات المياه تتقلص بصورة ملحوظة في أغلب البحيرات والخزانات المكشوفة حول العالم، وهو ما يُعد قنبلة بيئية مؤقتة.
وترجع أسباب تدهور المخزون المائي بنسبة كبيرة، إلى التغيرات المناخية والإحتباس الحراري، بالإضافة إلى الإدارة غير المستدامة لموارد المياه، خاصة مع استمرار معدلات الزيادة السكانية في تخطي حد التشبع من الموارد ومقدار التنمية الاقتصادية المكافئين.
ويزداد الأمر خطورة بالنظر إلى أن مواسم الكوارث التى يسببها التغير المناخي لا تتوقف على الأرض وسكانها، بما في ذلك الاحتباس الحراري والجفاف والتصحر وندرة الأمطار، التى باتت تهدد بانهيار التوازن البيئي في مختلف قارات العالم، واختفاء وجفاف بحيراتها وأنهارها ومسطحاتها المائية.
وتعتبر المياه العذبة من أكثر الموارد الحيوية المهمة على سطح الأرض، وتشكل مصدرًا رئيسًا للحياة النباتية والحيوانية والبشرية، إلا أن التغيرات المناخية باتت تؤثر بشكل كبير على توزيع وجودة المياه العذبة، وتسبب جفاف الأنهار والبحيرات العذبة، الأمر الذى يمثل تحديًا كبيرًا للعديد من الدول حول العالم.
ويعود ذلك إلى أن التغيرات المناخية، تتسبب في جفاف الأنهار والبحيرات العذبة، كنتيجة للعديد من العوامل منها ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض معدلات تساقط الأمطار، وهو ما يؤدي إلى تقليل حجم تدفق ووفرة المياه العذبة وتغيير مسارها وأماكن وجودها، الأمر الذى يُوثر بشدة على النظم البيئية المحيطة بالأنهار والبحيرات، ويؤثر بشكل مباشر على كافة الأنشطة البشرية.
والجدير بالذكر أن نحو 25% من سكان العالم يعيش بالفعل في أماكن تعاني مياهها السطحية من بحيرات وأنهار من الجفاف أو تبخر مياه خزانات السدود بها، ومع زيادة معدلات الجفاف، تزيد معدلات البخر لتؤدي إلى انخفاض مستوى المياه في الأنهار والبحيرات العذبة.
وهو ما يؤثر على نوعية المياه ويزيد من تركيز المواد العضوية والمعادن الموجودة فيها، مما يؤدي إلى تغيير جودة المياه وليس فقط كمياتها.
وبالطبع تؤثر جودة المياه المتدهورة على الحياة النباتية والحيوانية الموجودة في الأنهار والبحيرات، مما يؤدي إلى موت بعض الأنواع وتخفيض التنوع الحيوي في المنطقة.
كما تؤثر التغيرات المناخية أيضًا على زيادة تركيز الملوحة في المياه، وهو ما يحدث بسبب انخفاض مستوى المياه الجوفية العذبة في بعض المناطق، الأمر الذى يؤدي إلى زيادة تدفق المياه المالحة من البحار والمحيطات إلى الأنهار والبحيرات العذبة.