أخضر: الزراعة الخلوية.. باب أمل جديد وسط تفاقم أزمة الغذاء العالمية
ياسمين السيد
الزراعة الخلوية، تكنولوجيا جديدة باتت تلوح في الأفق خاصة في ظل تفاقم أزمة الغذاء العالمية وتأثير تغيرات المناخ على قطاع الزراعة فى الكثير من دول العالم، لتكون هى باب أمل جديد ومستقبل الغذاء فى الفترة القادمة مع استمرار التضخم العالمى وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
والزراعة الخلوية هى عبارة عن استخدام تقنيات الهندسة الوراثية فى تخليق خلايا لإنتاج اللبن الحيوانى فى المعامل.
وتعتبر هذه التقنية غاية في الأهمية، وبالأخص في ظل تأثر صناعة تربية الحيوانات التى توفر ما يقرب من ثلث احتياجات البروتين عالميًا وتسد احتياجات ما يزيد على مليار شخص على مستوى العالم، بالإضافة إلى تعزيز خصوبة التربة الزراعية.
وخطت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات بارزة في هذا الملف، حيث كشف تقرير لمجلة «ذا كونفيرساشن»، عن أسماء بعض المشروعات التى بدأت بالفعل فى العمل بأمريكا، والتى تستخدم الفطريات المعدل وراثيًا لتخليق بروتين الألبان واستخدامه فى الأغراض التجارية مثل الأيس كريم ومشتقات الألبان وغيرها من أنواع منتجات الجبن.
وتوجد طريقتان شائعتان يستخدمهما العلماء لإنشاء هذه المنتجات الحيوانية، الأولى يستخدم فيها خلايا الحيوانات فى إنتاج منتجات حيوانية بدون تربية الحيوانات أو الصيد.
أما عن الطريقة الثانية، فيستخدم فيها الهندسة الوراثية فى تخليق فطريات وأنواع من البكتيريا التى يمكنها إنتاج البروتينات، وهى تقنية تشبه صناعة الكثير من الصناعات المتداولة حاليًا مثل صناعة الجبن التى تستخدم فيها إنزيمات حيوانية مستخرجة من امعاء الحيوانات وهذه التقنية تختلف تمامًا عن تقنية تصنيع بعض المنتجات مثل البرجر ولبن الصويا من اصول ومصادر نباتية.
تتيح هذه العملية للعلماء استخدام العديد من التقنيات، أبرزها هندسة الأنسجة، لزراعة اللحوم ذات الطعم والملمس والقيمة الغذائية المشابهة.
وتتهافت الاستثمارات العالمية على هذه التقنية الجديدة، حيث إنه منُذ عام 2022، استثمرت أكثر من 150 شركة فيما يقرب من 3 مليارات دولار في صناعة اللحوم المستنبتة والمأكولات البحرية، وكانت من أبرز هذه الشركات هى شركة «ممفيس للحوم»، التى تم إعادة تسميتها إلى «اب سيد فود»، وهى أول شركة للحوم المزروعة في الولايات المتحدة، وتمكنت هذه الشركة في يوليو الماضي من بيع أول منتج.