رسائل «First»: إنفراجة الأزمة العالمية تبدو قريبة؟
بدأت وتيرة التضخم تتراجع في العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، بعد عامًا من الارتفاعات القياسية التى شهدتها أغلب دول العالم تقريبًا، آثر العديد من الأزمات العالمية، والتى أبرزها الزيادات الكبيرة في أسعار الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا.
وواصل معدل التضخم السنوي في أمريكا تراجعه، خلال مايو الماضي، للشهر الحادي عشر على التوالي، ليسجل أدنى مستوياته في أكثر من عامين، حيث أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، أن معدل التضخم السنوي في أمريكا انخفض إلى 4% في مايو، مقابل 4.9% في أبريل.
كما تراجع أيضًا التضخم في منطقة اليورو إلى 6.1% في مايو الماضي على أساس سنوي وهو أدنى مستوى له منُذ فبراير 2022.
أما عن معدل التضخم في الصين، فعلى الرغم من ارتفاعه طفيفًا خلال الشهر الماضي، إلا أنه لا يزال قريبًا من مستوياته الصفرية للشهر الثاني على التوالي، مع تراجع أسعار المنتجات ومؤشرات على تباطؤ الطلب وبيئة معقدة للشركات.
فهل تبشر هذه التراجعات بإنفراجة قريبة للأزمة العالمية؟
ربما تشير هذه التراجعات في معدل التضخم إلى تحسن نسبي في مستويات الزيادات السريعة التى شهدناها جميعًا، خاصة مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه الأخير، تثبيته أسعار الفائدة عند 5.25%، ليُنهى بذلك سلسلة من الارتفاعات المتواصلة للفائدة استمرت منُذ مارس 2022.
الأمر الذى سيكون له تأثير مباشر على الكثير من البنوك المركزية حول العالم، والتى تنتهج مسار الفيدرالى الأمريكى نفسه، ولعل هذا ما ظهر جليًا مع العديد من البنوك الخليجية التى لجأت إلى التثبيت أيضًا عقب قرار الفيدرالي.
وعلى الرغم من أن انخفاض معدل التضخم في دول العالم الرئيسية يُنذر بتحسن قريب في الأوضاع العالمية، إلا أن العديد من المتغيرات التى لازالت باقية من مسببات ارتفاع التضخم العالمي إلى مستويات قياسية، كاستمرار الحرب الروسية، والتغيرات البيئية والمناخية، قد تربك الخطط الاقتصادية وتحدِث مفاجآت تفرض اتباع سياسات مغايرة.