نتناول اليوم في فقرة قطوف وهي فقرة تسلط الضوء على أبرز الشخصيات المالية والمصرفية في مصر والعالم في التاريخ ال

قطوف,جون مينارد كينز,الشخصيات المالية



قطوف: جون كينز.. مؤسس النظرية الكينزية

FirstBank

نتناول اليوم في فقرة «قطوف»، وهي فقرة تسلط الضوء على أبرز الشخصيات المالية والمصرفية في مصر والعالم في التاريخ الحديث، وتتحدث بإيجاز عن رحلتهم وأبرز إنجازاتهم، شخصية جون مينارد كينز.

يعد جون مينارد كينز واحدًا من أهم الاقتصاديين فى القرن العشرين وأكثرهم تأثيرًا، وصاحب واحدة من أشهر المدارس الكبرى في الاقتصاد وهى النظرية الكينزية التى سميت باسمه، وكان لأفكاره تأثير كبير على العديد من مجالات الاقتصاد الموجودة اليوم، سواء فى الجانب النظرى أو العملى.

ولد جون مينارد كينز في كامبردج عام 1883، وتوفي في إبريل 1946 بقرية فيرل، كانت بداياته في ايتون حيث كشف عن موهبة عظيمة خاصة في التاريخ و الرياضيات، ثم إلتحق بجامعة كامبريدج لدراسة الرياضيات.

وعمل «كينز» في الصحافة وفي النشاط المالي، ثم عمل كموظفاً مدنياً، ثم إنتقل إلى مكتب الهند في وزارة الدفاع البريطانية، ونتيجة لذلك تولى مهمة كبرى في تدقيق الوضع المالي والنقدي الهندي قبل الحرب العالمية الأولى، ومع إندلاع الحرب عاد إلى العمل في الخزينة البريطانية كمسؤولاً عن العلاقات مع حلفاء بريطانيا، بشأن توفير العملات الأجنبية لتمويل الحرب.

وكان جون كينز مستثمرًا ناجحًا، وتمكن من بناء ثروة ضخمة؛ إلا أنه في ظل الكساد العظيم الذى ضرب العالم عام 1929 كاد أن يفلس، ولكنه عاد ليبني ثروته من جديد، ولكن اهتماماته بالسياسة قادته إلى دراسة الإقتصاد، حيث درس على يدي ارثر بيجو وألفرد مارشال، ثم أصبح أستاذاً للاقتصاد.

وكان أهم أعماله كتاب «النظرية العامة للتشغيل والفائدة والنقود» (1935-1936) الذي دافع فيه عن تبني الحكومة سياسة التوظيف الكامل بوصفه إجراءًا علاجيًّا للكساد الاقتصادي.

حيث كان يري أن تتدخل الحكومات عن طريق إجراءات مالية ونقدية لتخفيف الآثار العكسية للركود الاقتصادي والكساد والوفرة الاقتصادية.

وتعتبر أفكاره الأساس للمدرسة الكينزية، كما كانت المحرك للسياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء آخرين لإنقاذ الاقتصاد من الركود.

حيث شهد الركود الكبير، الذي مر به العالم خلال فترة 2008 عودة الاهتمام بالنظرية الكينزية؛ بسبب وجود أوجه تشابه كبير مع فترة الكساد خلال الثلاثينات؛ إذ كانت النظرية الاقتصادية القائمة آنذاك غير قادرة على تفسير أسباب الانهيار الاقتصادي الحاد الذى شهده العالم، وفشلت في تقديم حلول؛ لإنعاش الإنتاج والتوظيف.

ومن أهم ما تقوم عليه نظريته أن الدولة تستطيع عبر سياسة الضرائب والسياسة المالية والنقدية أن تتحكم بما تسمى الدورات الاقتصادية، وله كتب أخرى في نظرية النقود ونظرية الاحتمالات الرياضية.

وكان لنجاح النظرية الكينزية أصداء كبيرة في العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى إن جميع الحكومات الرأسمالية في العالم طبقتها.

ويري كينز في نظريته أن التشغيل قد يكون أقل في حالة توازن الاقتصاد وأنه يتعين على الحكومة تشجيع الإنفاق عبر تمويل العجز لضمان العمل للجميع.

وقد كان لهذه النظرية أثر كبير، حيث نزعت الحكومات إلى الالتزام بمسؤولية ضمان العمل للجميع على الرغم من أنها لم توفق دائمًا في القيام بذلك.