في السنوات الأخيرة اتخذت مصر خطوات هامة نحو تعزيز التمويل المستدام والتحول إلى الاقتصاد الأخضر إذ تعد السندات

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



أخضر: «السندات الخضراء في مصر» أداة فعالة لدعم الاستدامة والتحول الأخضر

FirstBank

في السنوات الأخيرة، اتخذت مصر خطوات هامة نحو تعزيز التمويل المستدام والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، إذ تُعد السندات الخضراء إحدى الأدوات المالية الرئيسية التي تبنتها البلاد لتمويل المشاريع البيئية والمستدامة، مثل الطاقة المتجددة، والنقل المستدام، وإدارة الموارد المائية.

وقامت وزارة المالية المصرية بإصدار أول طرح للسندات الخضراء السيادية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة 750 مليون دولار ولأجل 5 سنوات بهدف تمويل مشاريع صديقة للبيئة، مثل وسائل النقل النظيفة وإدارة المياه.

وجذب ذلك الاصدار طلبات شراء بلغت 3.7 مليار دولار، ليتجاوز حجم الإصدار المعلن البالغ 500 مليون دولار أكثر من 7 مرات، وهو ما ساعد على خفض سعر الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، ليتم تسعير السندات عند 5.25%، وفقاً لتصريحات سابقة لوزارة المالية.

وحظي هذا الإصدار بدعم من البنك الدولي، الذي قدم خبراته في هذا المجال، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين وجذب اهتمامهم، ودفع المؤسسات المصرفية في السوق المصري إلى اتخاذ خطوة إصدار السندات الخضراء للمرة الأولى.

وقد حصل بنك CIB على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية لإصدار سندات خضراء بقيمة 100 مليون دولار بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، ويُعد هذا الإصدار الأول من نوعه للشركات في مصر، ويهدف إلى تمويل مشاريع بيئية تركز على الطاقة النظيفة والمباني الخضراء.

وجدير بالذكر أن السندات الخضراء توفر حلولاً تمويلية تساعد الحكومات والشركات بالأسواق الناشئة على تنفيذ مشروعات تدعم التحول البيئي دون الإضرار بالاستقرار المالي، وتساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، حيث يفضل المستثمرون المؤسسات التي تلتزم بالمعايير البيئية، كما توفر مصادر تمويل طويلة الأجل بأسعار فائدة تنافسية، مما يسهم في تمكين المشاريع البيئية من تحقيق الاستدامة والنمو.

ويعمل إصدار هذه السندات على تمكين الحكومات والشركات في الأسواق الناشئة من تمويل مشاريع الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويساهم هذا التحول في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأهداف المناخية العالمية.

كما تساهم في تطوير مشروعات البنية التحتية المستدامة مثل وسائل النقل العام الكهربائية، والمدن الذكية، وأنظمة إدارة المخلفات، وتعزز هذه المشروعات من جودة الحياة في الأسواق الناشئة وتحدّ من التأثيرات السلبية للتلوث البيئي.

ورغم فوائدها العديدة إلا السندات الخضراء تواجه تحديات عديدة خاصةً في الأسواق الناشئة مثل ضعف الشفافية في تصنيف المشاريع البيئية، وارتفاع تكاليف الإصدار، وقلة الوعي لدى المستثمرين، ولذلك من الضروري تطوير معايير موحدة لضمان تحقيق الأثر البيئي المرجو.