مؤسسات عملاقة: من فيسبوك إلى ميتا.. مسيرة التغيير والريادة في عالم التكنولوجيا الرقمية

تُعد شركة ميتا (Meta) واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والابتكار الرقمي، حيث استطاعت تحويل صناعة التواصل الاجتماعي والترفيه الرقمي عبر استراتيجية توسعية قائمة على التنوع والابتكار المستمر.

بدأت الشركة في عام 2004 باسم "فيسبوك" عندما أطلقها مارك زوكربيرغ مع زملائه من جامعة هارفارد، لتنتقل سريعًا من مشروع جامعي إلى ظاهرة عالمية تضم ملايين المستخدمين.

وقد حققت الشركة نقلة نوعية مع طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2012، مما مكنها من تأمين موارد مالية هائلة لتوسيع عملياتها واستثمارها في تقنيات متطورة.

اعتمدت الشركة على استراتيجيات الاستحواذ الذكية لتقوية مكانتها؛ فقد استحوذت على منصات مثل إنستجرام وواتساب، مما أتاح لها تنويع خدماتها وتوسيع نطاق تأثيرها في مجالات التفاعل الاجتماعي وتبادل المحتوى.

كما أضافت شركة ميتا إلى محفظتها الاستثمار في تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز من خلال استحواذها على شركة أوكولوس، مما مهد الطريق نحو بناء بيئة رقمية متكاملة تجمع بين العالم الواقعي والافتراضي.

في أكتوبر 2021، أعُلن تغيير اسم الشركة إلى "ميتا" في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة توجيه رؤيتها نحو المستقبل الرقمي عبر تطوير مفهوم الـMetaverse، وهو عالم افتراضي تفاعلي يمزج بين الواقع والخيال ليقدم تجارب جديدة في مجالات العمل والتعليم والترفيه.

إلى جانب ذلك، تستثمر ميتا بشكل كبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل بيانات المستخدمين وتقديم محتوى مخصص، مع الالتزام بسياسات صارمة لحماية الخصوصية ومكافحة المحتوى المضلل.

وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها، فقد واجهت الشركة تحديات تتعلق بمسائل الخصوصية والأمان والتنظيم القانوني في أسواق متعددة، مما دفعها إلى تبني سياسات أكثر شفافية وتحسين بنيتها الرقابية.

ويعكس استثمارها المستمر في البحث والتطوير رغبتها في خلق بيئة رقمية متكاملة تجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية والتجارب الحسية المبتكرة، مما يضمن لها بقاءها كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي العالمي.