يعتبر التقشف سياسة اقتصادية تتبناها الحكومات أو الأفراد لتقليل النفقات وتحقيق توازن مالي ويعتمد عليه عادة في أ

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ما هو التقشف؟ وكيف يؤثر على الاقتصاد والمجتمع؟

FirstBank

يُعتبر التقشف سياسة اقتصادية تتبناها الحكومات أو الأفراد لتقليل النفقات وتحقيق توازن مالي، ويُعتمد عليه عادةً في أوقات الأزمات الاقتصادية لضبط العجز المالي وتقليل الديون.

ويتطلب ضبط الأولويات، وتقليص الإنفاق غير الضروري، وتحقيق الكفاءة في إدارة الموارد، مما يساهم في استعادة الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

وتتبنى الحكومات التقشف لعدة اسباب، أبرزها مواجهة العجز في الميزانية، وارتفاع معدلات الدين العام، أو التراجع في الإيرادات الحكومية نتيجة انخفاض أسعار السلع أو الأزمات الاقتصادية، أما الأفراد، فيلجؤون للتقشف للتكيف مع تغيرات مالية غير متوقعة أو للتخطيط لتحقيق أهداف طويلة المدى.

وعلى الرغم من أن التقشف يهدف إلى تحسين الوضع المالي، إلا أن له تأثيرات اقتصادية متباينة، حيث يؤدي تقليص الإنفاق الحكومي إلى انخفاض النمو الاقتصادي على المدى القصير بسبب تراجع الاستثمارات والطلب، ولكن إذا تم تطبيقه بفعالية، يمكن أن يساهم في تقليل الدين العام وتعزيز ثقة المستثمرين على المدى الطويل.

ويؤثر التقشف بشكل مباشر على المجتمع، حيث يؤدي غالباً إلى تقليص الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وهذا الأمر يضع ضغوطاً على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، مما يزيد من الفجوة الاجتماعية، ولذلك من الضروري أن تُراعى الحكومات ذلك عند تطبيق سياسات التقشف لتجنب تأثيرها السلبي على المواطنين.

ولضمان نجاح سياسات التقشف، يجب أن تكون مدروسة وتُنفذ تدريجياً، إذ ينبغي أن تركز على تحسين كفاءة الإنفاق بدلاً من تقليصه فقط، مع تعزيز الإيرادات من خلال الإصلاحات الضريبية وتحفيز النمو الاقتصادي، كما يجب أن تكون هذه السياسات شفافة لتحظى بدعم المواطنين وتجنب التوترات الاجتماعية.

ورغم فعاليته في بعض الحالات، إلا أنه يمكن أن تكون هناك بدائل للتقشف مثل التركيز على تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإيرادات عبر تحسين المناخ الاستثماري ومكافحة الفساد، وهذه الاستراتيجيات قد توفر حلولاً مستدامة أكثر من تقليص الإنفاق وحده، مع تقليل الآثار السلبية على الاقتصاد والمجتمع.