يشهد العالم ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة مع وصولها لمستويات قياسية وسط تصاعد تحذيرات العلماء وصناع الس

المناخ,أخضر,درجات الحرارة,حرائق الغابات



أخضر: درجات الحرارة تصل إلى مستويات قياسية جديدة.. وتوقعات بأن يكون 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق

FirstBank

يشهد العالم ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، مع وصولها لمستويات قياسية، وسط تصاعد تحذيرات العلماء وصناع السياسات المناخية بشأن الاحتمال المتزايد لتجاوز كوكب الأرض هدف 1.5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

وذلك عقب صيف عام 2023، الذي كان الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، حيث تعرضت العديد من الدول مثل دول أوروبا والمملكة المتحدة لموجات حر شديدة وغير مسبوقة استمرت لفترات طويلة خلال فصل الصيف، وتسببت هذه الموجات في زيادة انتشار حرائق الغابات في مناطق عديدة، ما أسفر عن خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة.

إلا أن صيف 2024، يبُدو أنه سيكون الأقصي من نظيره في العام الماضي، وهو ما أعلنت عنه العديد من المنظمات الدولية المعنية بالمناخ، وعلى رأسها وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي، التى قالت إن الشهر الماضي كان أكثر شهور يونيو سخونة على الإطلاق، مما يعزز سلسلة من درجات الحرارة الاستثنائية التي قد تجعل عام 2024 العام الأشد حرارة على الإطلاق.

كما قالت وكالة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، في نشرة شهرية، أنه تم تصنيف كل شهر منُذ يونيو 2023، أي 13 شهرًا على التوالي، على أنه الأكثر حرارة منُذ بدء التسجيلات، مقارنة بالشهر نفسه في السنوات السابقة.

وتُظهر أحدث البيانات العلمية أن عام 2024 قد يتجاوز عام 2023 ليصبح العام الأكثر سخونة على الإطلاق منُذ بدء تسجيل درجات الحرارة، ففي الأشهر الـ12 الأخيرة، كان متوسط درجة الحرارة العالمية هو الأعلى على الإطلاق، حيث سجل 1.64 درجة مئوية فوق متوسط درجات الحرارة في الفترة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، وذلك بحسب وكالة كوبرنيكوس للتغير المناخي.

ولم تكن مصر بمنأى عن التغيرات المناخية، التي أثرت بوضوح على البلاد، ففي العقد الماضي، انخفضت معدلات الأمطار، وازدادت موجات الجفاف، كما ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 0.38 درجة مئوية، بينما كان المعدل العالمي 0.31 درجة مئوية خلال العقدين الماضيين.

أما عن درجات الحرارة خلال العام الجاري، فظلت مستمرة في ارتفاعها حتى بداية فصلي الربيع والصيف، حيث شهد شهري مايو ويونيو الماضيين موجات حر غير معتادة استمرت لخمسة أيام متواصلة.

كما تجاوزت درجات الحرارة في أسوان حاجز الـ 50 درجة مئوية في أوائل يونيو 2024، واستمرت هذه الموجات حتى نهاية الشهر، مما يشير إلى صيف حار ورطب مع درجات حرارة تتراوح بين 43 و49 درجة مئوية في معظم مدن مصر.

ويعود هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة إلى تأثير الأنشطة البشرية المتسببة في تغير المناخ، بالإضافة إلى ظاهرة النينيو المناخية، مما أدى إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة للحرارة حتى الآن، وفقًا لتصريحات بعض العلماء.

وفرضت التغيرات المناخية الخطيرة والملموسة نفسها كإحدى أبرز القضايا على الأجندة الدولية نظرًا لتكلفتها الاقتصادية الكبيرة، التي تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا، وتشير التقارير إلى أن الوضع قد يزداد سوءًا.

فوفقًا لتحذيرات معهد سويس ري، قد يخسر الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 18% من الناتج الإجمالي بحلول عام 2050 إذا لم تُتخذ إجراءات للحد من آثار التغير المناخي، وإذا تم اتخاذ بعض الإجراءات، قد تنخفض الخسائر إلى ما بين 11 و14%، وإلى 4% إذا تم تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

وتظهر إحصاءات المعهد أن أوروبا قد تخسر نحو 11% من ناتجها المحلي الإجمالي، والولايات المتحدة 10%، في حين ستتكبد اقتصادات الشرق الأوسط وإفريقيا 27.6%، واقتصادات آسيا ستعاني من تراجع بنسبة 26.5% في ناتجها المحلي الإجمالي، بينما قد تخسر الصين نحو 24% من ناتجها المحلي الإجمالي في السيناريو الأكثر تطرفًا، مما يبرز الحاجة الملحة إلى تطوير حلول سريعة ومستدامة للحد من هذه الآثار السلبية.