أخضر: الوظائف الخضراء المفتاح السحري لمستقبل الإستدامة
ياسمين السيد
إعتراف الإنسان بحقوق الطبيعة أصبح أمرًا حتميًا لضمان المستقبل، وعليه؛ يجب أن يؤسس عمله بشكل يحقق هدفه في حماية البيئة ليربح الحاضر والمستقبل معًا، ويمكنه ذلك عن طريق ما يُعرف بالوظائف الخضراء، وذلك ليس لكونها نهجًا كفيلًا بتحقيق التنمية المستدامة فحسب، بل لأن الطبيعة هى المصدر الوحيد لكل مهن ووظائف الاقتصاد الأخضر إذا أُحسن إستغلالها.
وتُعرف الوظائف الخضراء على أنها الوظائف التى تساعد على تقليل الآثار البيئية السلبية؛ مما يؤدي في النهاية إلى الإستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وبتعبير أكثر دقة، فهى الوظائف اللائقة التي تحقق في الوقت ذاته: تقليل استهلاك الطاقة والمواد الخام، الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التقليل من الهدر والتلوث، حماية واستعادة النظم البيئية.
ويمكن إيجاد هذه الوظائف الخضراء وخلقها في منطقة واسعة من القطاعات، وتشمل جميع مستويات المهارات، من المهندسين والتقنيين إلى العمال ذوي الياقات الزرقاء.
وسيحدث الانتقال نحو اقتصاد أكثر اخضرارًا تغييرات في التوظيف، ومن ثم في الدخول، مع وجود آثار إيجابية وسلبية في الوقت نفسه من حيث خلق فرص العمل.
ويتوقع تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية بأن لدى الاقتصاد الأخضر إمكانية حتمية لخلق 24 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، شريطة وضع سياسات صائبة لتعزيز اقتصاد أكثر اخضرارًا.
أما المهارات الخضراء، فيرى الخبراء بأنها تعني القدرات القائمة على المعرفة والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال من حيث الموارد الطبيعية القابلة للاستمرار الكفيل بدعمه وتطويره.
وتسعي الحكومة المصرية لتعزيز جهود التحولات الخضراء تماشيًّا مع التوجهات الرئاسية نحو إعداد اسـتراتيجية وطنيـة متكاملة لإنتاج الهيدروجين بمشـاركة كافة قطاعـات الدولـة ذات الصلة، وفي إطار ذلك تم توقيع عدد من الاتفاقات لمشروعات الهيدروجين الأخضر بقيمة 85 مليار دولار خلال مؤتمر كوب 27، والتي ستحتاج إلى نحو 40 جيجاوات من الطاقة الخضراء لتشغيلها.
وأتت هذه الاستراتيجية في ضـوء الاهتمام العالمـي المتنامي بمشـروعات الهيدروجيـن الأخضر باعتبـاره مصدرًا واعـدًا للطاقة في المسـتقبل، وتزامنًا مع اضطراب سوق الطاقة العالمية، الأمر الذى يعزز من حتمية التحول نحو الوظائف الخضراء في الاقتصاد المصري بما يضمن معايير الإستدامة.