قاموس «First» ما المقصود بالحوكمة، والهدف منها؟

تعددت التعريفات المقدمة لمصطلح الحوكمة بحيث يدل كل تعريف عن وجهة النظر التي يتبناها مقدم هذا التعريف، فقد تم وضع عدة تعريفات مختلفة لهذا المصطلح من قِبل منظمات دولية كبرى مثل "مؤسسة التمويل الدولية"، و"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية".

بدايةً دعنا نوضح باختصار التعريف الشائع لهذا المصطلح، والذي يُقصد به وجود نُظم تحكم العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثر في الأداء، كما تشمل مقومات تقوية المؤسسة على المدى البعيد وتحديد المسئول والمسئولية.

وتُعرف الحوكمة وفقاً لـ "مؤسسة التمويل الدولية" بأنها النظام الذي يتم من خلاله إدارة الشركات والتحكم في أعمالها"، كما وضعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، تعريف بأنها مجموعة من العلاقات بين القائمين على إدارة الشركة ومجلس الإدارة وحملة الأسهم وغيرهم من المساهمين.

وقد ظهرت الحاجة إلى الحوكمة في العديد من الاقتصاديات المتقدمة والناشئة خلال العقود القليلة الماضية، خاصة في أعقاب الانهيارات الاقتصادية والأزمات المالية التي شهدتها عدد من دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وروسيا في عقد التسعينات من القرن العشرين، وكذلك ما شهده الاقتصاد الأمريكي مؤخرا من انهيارات مالية ومحاسبية خلال عام 2002.

وتزايدت أهمية الحوكمة نتيجة لاتجاه كثير من دول العالم إلى التحول إلى النظم الاقتصادية الرأسمالية التي تعتمد في نموها الاقتصادي على الشركات الخاصة لتحقيق معدلات مرتفعة.

ويتوقف التطبيق الجيد للحوكمة من عدمه على مدى توافر ومستوى جودة مجموعتين من المحددات وهما (المحددات الخارجية وتُشير إلى المناخ العام للاستثمار في الدولة) و (المحددات الداخلية والتي تُشير إلى القواعد والأسس التي تحدد كيفية اتخاذ القرارات وتوزيع السلطات داخل الشركة بين الجمعية العامة ومجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين، والتي يؤدى توافرها وتطبيقها إلى تقليل التعارض بين مصالح هذه الأطراف).

وقد اختلفت المعايير التي تحكم عملية "الحوكمة"، وفقاً لوجهة نظر الجهة التي وضعت تعريف خاص بها.