قطوف: محمد الفايد.. من عامل إلى أحد أشهر مليارديرات العالم
ياسمين السيد
يُعد محمد الفايد واحدًا من الشخصيات التى سطع اسمها عالميًا في مجال الاقتصاد والأعمال، وتعتبر قصة حياته من أبرز قصص النجاح وأهمها على الإطلاق.
ولد «الفايد» بمدينة الإسكندرية في منطقة رأس التين 27 يناير 1929، لأب بسيط كان يعمل مدرساً للغة العربية.
وعمل في صغره بعدة أشغال، بينها عتال بضائع بميناء الإسكندرية، وخلال منتصف ستينيات القرن الماضي انتقل إلى المملكة المتحدة حيث جمع ثروته.
بدأ في تكوين ثروته عندما سافر إلى السعودية، وتزوج من الكاتبة سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال السعودي المعروف عدنان خاشقجي، وخلال تلك الفترة استطاع أن يجمع ثروة كبيرة، إلا أنه عاد إلى الإسكندرية إلى مسقط رأسه من جديد وأسس شركة شحن.
بدأت تجارة «الفايد» في التوسع واستطاع أن يشتري سفينتي شحن بضائع كاملتين، تقفان في ميناء الإسكندرية، وتعمل على خط جينوا – الإسكندرية – بيروت – إسطنبول.
وكانت ثورة 1952، مأزقًا كبيرًا بالنسبة له حيث على الرغم من النجاحات الكبيرة التى حققها، إلا أن آماله حُطمت مع قرار الحكومة المصرية عام 1961 آنذاك بتأميم شركته، ليعود من جديد لنقطة الصفر.
ولحسن الحظ لم يخسر «الفايد» جميع ممتلكاته بالكامل، حيث كان يملك بعض سفن الشحن التي كانت متوقفة خارج مصر حينها، ليقرر الانتقال إلى لندن لبدء شركته من جديد باستخدام سفن الشحن التى يملكها.
خاض محمد الفايد رحلة أخرى إلى ألمانيا لجذب شركات للتنقيب عن البترول في دولة الإمارات، ونجح في التعاقد مع شركة ألمانية كبرى، قامت بالتنقيب عن النفط في أرض دولة الإمارات واستطاعت تحديده واستخراجه، مما جعله يحصل على عمولة كبرى إضافية، ليستقر حينها هناك ويسهم في مشروعات عملاقة عدة ما زالت من أضخم المشاريع التى تقف في دبي اليوم.
وكون «الفايد» شبكة علاقات كبرى مع شخصيات شديدة الأهمية في الخليج وأوروبا، من أهمها علاقته الوطيدة مع سلطان بروناي.
وسطع نجم محمد الفايد بقوة عندما تمكن عام 1979 هو وشقيقه من شراء فندق ريتز باريس، ثم في عام 1985 اشترى متجر هارودز الشهير في لندن بعد معركة استحواذ طويلة ومريرة.
كما استثمر بقوة في متجر هارودزالذى اشتراه مقابل 615 مليون جنيه إسترليني (669 مليون دولار في ذلك الوقت)، وافتتح متاجر أخرى تحمل علامة هارودز التجارية، قبل أن يبعه في عام 2010 مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني.
واشتري نادي فولهام الإنجليزي عام 1997، وفي عهده ارتقى فولهام للدوري الإنجليزي الممتاز وصعد لنهائي الدوري الأوروبي، وبعد حوالي 16 عاما، باعه في عام 2013 للملياردير شاهد خان بقيمة مقدرة بلغت 300 مليون دولار.
وهو ما دفعه لتكوين ثروة طائلة قُدرت بحوالي ملياري دولار، حيث صُنف في المركز الثاني عشر ضمن قائمة فوربس للأثرياء العرب لعام 2023، وترتيبه بين أثرياء العالم في المركز 1516، وفقًا لفوربس.
ورحل محمد فايد عن عالمنا في سبتمبر الماضي، عن عمر يناهز 94 عامًا، تاركًا خلفه امبراطورية قوية.