صناع القرار: «عباس فايد» يُعيد تشكيل مكانة «FABMISR» في السوق المصري
First Bank

شّكل اندماج بنك أبوظبي الأول – مصر مع بنك عوده في مطلع عام 2022 نقطة تحول استراتيجية في موقع البنك بالسوق المصرفي المصري، حيث نتج عنه كيان مصرفي يمتلك قاعدة رأسمالية قوية، ومحفظة أصول متنوعة، ورؤية توسعية يقودها محمد عباس فايد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للبنك، والذي نجح في توجيه دفة البنك نحو تحقيق معدلات نمو قياسية خلال فترة زمنية قصيرة.
ونتناول في هذه الحلقة من صُنّاع القرار تأثير استراتيجية «عباس فايد» على تطور مؤشرات «FABMISR» خلال الفترة من نهاية 2021 وحتى نهايه 2024، حيث قفز إجمالي الأصول بمعدل نمو 210% مسجلاً زيادة بقيمة 279.52 مليار جنيه، ليصل إلى 41271 مليار جنيه بنهاية العام الماضي، مقابل 133.19 مليار جنيه بنهاية 2021.
وبدعم من التوسع الائتماني المدروس ونتيجةً لإتمام صفقة الاستحواذ على بنك عودة وتحقيق التكامل بين قاعدتي العملاء للبنكين، قفز حجم قروض عملاء «FABMISR» بمعدل نمو 238% محققًا زيادة بقيمة 104.84 مليار جنيه، ليصل إلى 148.90 مليار جنيه بنهاية 2024، مقابل 44.06 مليار جنيه بنهاية 2021.
أما عن محفظة ودائع عملاء البنك فقد ارتفعت بمعدل نمو 151% وبقيمة زيادة قدرها 155.55 مليار جنيه، لتسجل نحو 258.80 مليار جنيه بنهاية 2024، مقارنة بـ 103.24 مليار جنيه بنهاية 2021، مدعومةً بتحسين تجربة العملاء وتوسيع قاعدة الخدمات البنكية.
وعلى صعيد مؤشرات الربحية، فقد تضاعف صافي أرباح البنك بأكثر من 12 مرة ليصل إلى 26.35 مليار جنيه خلال عام 2024، مقابل 1.97 مليار جنيه خلال عام 2021، مسجلاً بذلك نمو بمعدل 1240.3% وزيادة بقيمة 24.38 مليار جنيه.
وجاء ذلك نتيجة لارتفاع صافي الدخل من العائد بـ «FABMISR» بمعدل نمو 510% وبقيمة زيادة قدرها 26.75 مليار جنيه خلال الفترة محل التحليل، ليصل إلى 31.99 مليار جنيه خلال عام 2024، مقابل 5.25 مليار جنيه خلال عام 2021.
فضلاً عن ارتفاع صافي الدخل من الأتعاب والعمولات بمعدل نمو 135.1%، ليسجل 2.49 مليار جنيه خلال عام 2024، مقابل 1.06 مليار جنيه خلال عام 2021، محققًا زيادة بقيمة 1.43 مليار جنيه.
وعلى صعيد التحول الرقمي، فقد قام البنك بتحديث بنيته التكنولوجية من خلال تطوير المنصات الرقمية، وإطلاق خدمات إلكترونية متقدمة، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الحلول المصرفية، مما ساهم في خفض تكلفة العمليات ورفع مستوى رضا العملاء.
كما دعمت هذه الخطوات رفع نسبة المعاملات الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يعكس انتقال البنك تدريجيًا من نموذج التشغيل التقليدي إلى نموذج مصرفي رقمي يواكب المتغيرات العالمية في القطاع المصرفي.
وعلى صعيد الإنتشار الجغرافي للبنك، فقد واصل البنك خطته التوسعية عبر افتتاح فروع جديدة في مناطق اقتصادية واعدة، وذلك إلى جانب تعزيز شبكة ماكينات الصراف الآلي، ويخدم هذا التوسع هدف البنك في تعميق الشمول المالي، والوصول إلى شرائح غير مصرفية، تماشيًا مع توجهات البنك المركزي المصري.
وختامًا، يمككنا القول أن «عباس فايد» استطاع أن يقود البنك نحو نموذج تكاملي يجمع بين قوة المركز المالي، والتقدم التكنولوجي، والانتشار الجغرافي المدروس، ليصنع من تجربة الاندماج قصة نجاح مصرفي يُحتذى بها في المنطقة، ويؤسس لمرحلة نمو مستدام قائمة على كفاءة تخصيص الموارد، وتنويع مصادر الدخل، وتعظيم القيمة المضافة للاقتصاد الكلي.
ويجب التأكيد على أن معدلات النمو المذكورة أعلاه نتيجة مقارنة النتائج المالية للبنك بنهاية 2021 «أي قبل صفقة الإندماج بين البنكين»، مقابل أحدث نتائج أعمال الكيان المدمج بنهاية 2024.