مؤسسات عملاقة: «BlackRock».. العقل الخفي الذي يُحرك عجلة الاقتصاد العالمي
First Bank
تُعدُّ شركة «BlackRock» من أبرز وأكبر الكيانات في عالم الاستثمار وإدارة الأصول، حيث تُدير أموالاً تفوق قيمتها 10 تريليون دولار، فمنذ تأسيسها عام 1988، استطاعت الشركة أن تترك بصمتها في الأسواق المالية العالمية بفضل استراتيجياتها المبتكرة وخبرتها الواسعة في تقديم حلول مالية متنوعة للمستثمرين.
تأسست «BlackRock» في مدينة نيويورك على يد لاورنس فينك ومجموعة من الشركاء، وكانت بدايتها متواضعة، إذ كان الهدف الأساسي هو تقديم خدمات استشارية متخصصة في مجال إدارة المخاطر.
ومع مرور الوقت، أثبتت الشركة نفسها كقوة مؤثرة في أسواق المال العالمية، وسرعان ما وسعت نطاق خدماتها لتشمل مجموعة واسعة من الحلول الاستثمارية.
وتُعتبر «BlackRock» اليوم أكبر شركة لإدارة الأصول على مستوى العالم، مما يجعلها من أكثر الكيانات تأثيرًا في النظام المالي العالمي.
وتعتمد الشركة على استراتيجيات استثمارية متنوعة تشمل الأسهم والسندات وصناديق المؤشرات المتداولة والصناديق المشتركة، فضلاً عن تقديم خدمات استثمارية مخصصة لفئات متعددة من العملاء، بدءًا من الأفراد ووصولاً إلى الحكومات والمؤسسات الكبرى مثل صناديق التقاعد.
ومن بين أبرز ابتكاراتها نظام البرمجيات Aladdin، الذي يُستخدم على نطاق واسع لتحليل المخاطر وإدارة الاستثمارات، حيث يُعد هذا النظام أداة قوية تساهم في تحسين الأداء الاستثماري عبر تقديم رؤى دقيقة حول المخاطر والفرص في الأسواق العالمية، ويُعتمد عليه من قبل العديد من المؤسسات المالية حول العالم.
وأعلنت «BlackRock» خلال السنوات الأخيرة عن التزامها بالاستثمار المستدام، حيث خصصت جزءًا كبيرًا من أصولها للاستثمار في القطاعات التي تركز على البيئة والاجتماعيات والحوكمة، تماشياً مع توجه عالمي متزايد نحو الاستثمار في الشركات التي تراعي المبادئ البيئية والاجتماعية.
ولا يغيب عن أذهننا التأثير الضخم الذي تمتلكه الشركة في الأسواق المالية؛ فهي أكبر مستثمر في العديد من الشركات العالمية الكبرى، بما في ذلك تلك العاملة في مجالات التكنولوجيا والطاقة. وتساهم حصصها في شركات كبرى مثل Apple وMicrosoft وAmazon في تشكيل السياسات والاستراتيجيات على مستوى عالمي، مما يعزز من مكانتها كواحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في صناعة التكنولوجيا والاقتصاد العالمي.
