مؤسسات عملاقة: مجموعة البنك الدولي.. ركيزة التنمية العالمية
First Bank
في عالم يسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار، تتصدر مجموعة البنك الدولي المشهد كواحدة من أبرز المؤسسات المالية الدولية المكرسة لدعم التنمية والحد من الفقر.
وتعود جذور البنك الدولي إلى يوليو 1944، عندما انعقد مؤتمر بريتون وودز في ولاية نيو هامبشاير بالولايات المتحدة بمشاركة ممثلين من 44 دولة، بهدف وضع نظام اقتصادي عالمي جديد يعزز الاستقرار ويتجنب الأزمات الاقتصادية التي نتجت عن الحروب، إلا أنه تم تأسيسه رسميًا في 27 ديسمبر 1945، بعد توقيع 28 دولة على اتفاقيات إنشائها، ليبدأ عملياته في 25 يونيو 1946.
وركزت مجموعة البنك الدولي في بداياتها على تمويل إعادة إعمار الدول التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، حيث كان أول قرض قدّمته مخصصًا لإعادة إعمار أوروبا، لكن مع مرور الوقت، توسعت أهداف المجموعة لتشمل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية، وتقديم القروض والمساعدات الفنية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة.
وتتكون مجموعة البنك الدولي من خمس مؤسسات رئيسية: البنك الدولي للإنشاء والتعمير (EBRD)، الذي يقدم القروض للدول ذات الدخل المتوسط والدول الفقيرة ذات الجدارة الائتمانية؛ المؤسسة الدولية للتنمية (EDA)، التي تركز على تقديم القروض الميسرة والمنح لأفقر دول العالم؛ مؤسسة التمويل الدولية (EFC)، التي تدعم القطاع الخاص في الدول النامية من خلال الاستثمارات والخدمات الاستشارية؛ الوكالة الدولية لضمان الاستثمار (MEGA)، التي توفر ضمانات ضد المخاطر السياسية للمستثمرين في الدول النامية؛ والمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (ECSED)، الذي يعمل على تسوية النزاعات بين المستثمرين الأجانب والدول المضيفة.
ويعمل البنك الدولي على تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها الحد من الفقر المدقع، وتعزيز الرخاء المشترك، ودعم التنمية المستدامة، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التعليم والرعاية الصحية، ودعم الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة.
ويُعتبر البنك الدولي أحد اللاعبين الرئيسيين في تشكيل السياسات الاقتصادية العالمية، ويعمل بالتعاون مع الحكومات، المنظمات الدولية، والقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحد، كما يُعد مصدرًا رئيسيًا للمعرفة والبحوث في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب البنك الدولي دورًا محوريًا في مواجهة الأزمات العالمية، حيث قدم مساعدات طارئة خلال جائحة كورونا لدعم الأنظمة الصحية والاقتصادات المتضررة.
كما يعمل البنك على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تمويل مشاريع الطاقة المتجددة ومكافحة تغير المناخ.
إلى جانب ذلك، يولي البنك اهتمامًا خاصًا لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، من خلال مشاريع تركز على التعليم والصحة وفرص العمل للنساء.
ولا يقتصر دور البنك على التعاون مع الحكومات فقط، بل يعمل أيضًا على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتمويل المشاريع الكبرى التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومع ذلك، يواجه البنك تحديات تتعلق بشروط القروض وضرورة تحقيق التوازن بين مصالح الدول الأعضاء وأهداف التنمية العالمية.