في ظل التغير المناخي الذي يشهده العالم تواجه صناعة التأمين تحديات جسيمة مع تزايد شدة وتكرار الأعاصير والتي تظه

أخضر,التغير المناخي,الكوارث الطبيعية,الأعاصير



أخضر: بسبب «تفاقم الأعاصير».. صناعة التأمين العالمية في مرمى الخطر!

FirstBank

في ظل التغير المناخي الذي يشهده العالم، تواجه صناعة التأمين تحديات جسيمة مع تزايد شدة وتكرار الأعاصير، والتي تُظهر كيف يمكن للتغيرات المناخية أن تزيد من حجم المخاطر المالية، مع تأثيرات كارثية على الدول والمجتمعات.

ومع ذلك، فإن الآثار لا تتوقف عند الكوارث الطبيعية فقط، بل تشمل أيضًا تأثيرًا عميقًا على الاقتصاد العالمي، إذ تؤدي الأعاصير إلى خسائر فادحة على المستويات الفردية والمؤسسية وحتى على مستوى الدول، فالأضرار الناتجة عن الفيضانات، والعواصف، والرياح العاتية تتسبب في تدمير البنية التحتية، والمنازل، والممتلكات.

وأشارت تقارير حديثة إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الأعاصير الكبرى مثل إعصار مليتون الذي حدث مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية قد تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، وهذه الأرقام الهائلة تشكل عبئًا على شركات التأمين، التي تجد نفسها مضطرة لتحمل تغطية هذه الكوارث الطبيعية.

ويواجه قطاع التأمين ضغوطًا متزايدة، حيث تتسبب الأعاصير في ارتفاع تكاليف التعويضات ودفع الشركات لرفع أسعار السياسات التأمينية، وأحياناً التوقف عن تقديم التغطية التأمينية في المناطق عالية الخطورة، فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، تشهد بعض المناطق الساحلية ارتفاعًا حادًا في أسعار التأمين على الممتلكات بسبب تزايد احتمالية وقوع الأعاصير.

وبناءًا عليه، أصبحت الاستدامة البيئية عنصرًا أساسيًا لمواجهة هذه التحديات، وذلك لتخفيف حدة المخاطر، كما يمكن أن يساعد اعتماد أنظمة الاستدامة البيئية في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعزز من ارتفاع درجات حرارة الأرض، وبالتالي تقليل قوة وشدة الأعاصير على المدى الطويل.

كما يمكن أن تقلل الحلول المستدامة مثل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وبناء بنية تحتية مقاومة للكوارث الطبيعية، وتحسين إدارة الأراضي الساحلية من آثار الأعاصير، علاوة على ذلك، فإن تشجيع إعادة بناء المناطق المتضررة باستخدام أساليب مستدامة قد يقلل من تكرار الخسائر الضخمة في المستقبل.

وفي هذا السياق، يبدو أن التحول نحو الاستدامة البيئية هو الحل الأمثل لتخفيف آثار التغير المناخي على صناعة التأمين، ويمكن تقليل المخاطر المالية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في وجه التغيرات المناخية المتسارعة من خلال التعاون بين الحكومات، والمؤسسات، والمجتمع المدني.

وبالتالي فإن صناعة التأمين مدعوة إلى تبني سياسات جديدة تأخذ في عين الاعتبار متغيرات المناخ وتدعم مشاريع الاستدامة البيئية، والتي تشمل تحسين أنظمة التحذير المبكر، وبناء مجتمعات أكثر قدرة على مقاومة الكوارث، وتبني سياسات التأمين الأخضر التي تشجع على الحفاظ على البيئة.

وفي النهاية، أصبح من الواضح أن التأمين في عصر الأعاصير المتزايدة ليس مجرد قضية مالية، بل هو جزء من الحل الأوسع لمواجهة التغير المناخي، والاعتماد على استراتيجيات استدامة بيئية شاملة يمكن أن يساعد في تقليل حدة الأزمات المستقبلية، ويوفر أساسًا متينًا لصناعة التأمين والاقتصاد العالمي على المدى الطويل.