أخضر: نفايات العالم تتراكم.. وتأثيرات ضخمة على الصحة والاقتصاد

من منا لا يُدرك خطر النفايات، وتأثيرتها السلبية التى تنعكس بشكل سلبي على المجتمع ككل بدءًا من الأشخاص الذين يقومون بجمعها، مثل عمال النظافة وعمال مرادم النفايات وعمال حرقها، وصولًا لعامة الناس خاصة عندما تتجمع وتتراكم في منطقة معينة

ويتزايد خطر النفايات يومًا بعد يوم، وهو ما كشف عنه تقرير حديث للأمم المتحدة، حيث نبهت أن حجم النفايات في العالم الذى بلغ 2.3 مليار طن عام 2023، سيواصل نموه المتسارع، وسيزيد بنسبة الثلثين بحلول عام 2050، بسبب غياب التحرك للحد منه، وهو ما سيكون له تأثيرًا ضخمًا على الصحة والاقتصاد

وتوقع التقرير أن تصل النفايات المنزلية (من دون النفايات الصناعية ونفايات البناء) إلى 3.8 مليار طن بحلول منتصف القرن

وما يجعل هذا الأمر كارثة، هو أن زيادة حجم هذه النفايات سيكون كبيراً جداً في الدول التى لا تزال تعالجها بطريقة ملوثة، بواسطة مكبات النفايات والحرق في الهواء الطلق، وهو ما يسبب تلوث التربة، ويؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة كالميثان

وذكر التقرير أنه على الرغم من الجهود المبذولة، لم يتغير سوى القليل، مشيرًا إلى أن مليارات الأشخاص لا تُجمع نفاياتهم

ولفت التقرير إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن معدل إنتاج النفايات سيرتفع بشكل كبير على مستوى العالم بسبب الاقتصادات سريعة النمو ومن بينها آسيا ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تواجه العديد من البلدان بالفعل تحديات في إدارة مستوى الإنتاج الحالي

وأوضح أن ما بين 400 ألف ومليون شخص يموتون كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالإدارة غير السليمة للنفايات (الإسهال والملاريا وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان)

وأشار إلى أن النفايات المتروكة على الأرض تؤدي إلى نشر المواد المسببة للأمراض والمعادن الثقيلة وغيرها في التربة والمياه الجوفية لفترة طويلة، فيما يؤدي احتراقها في الهواء الطلق إلى إطلاق ملوثات ثابتة في الغلاف الجوي، أما عن النفايات العضوية التى تتحلل في مكبات النفايات فمسؤولة عن 20% من انبعاثات غاز الميثان البشرية، وهو الغاز الأكثر تسبباً بالإحترار بين كل الغازات الدفيئة

وحذر التقرير من أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة للنفايات في العالم سترتفع لتصل إلى 640 مليار دولار سنوياً بحلول سنة 2050 في حال عدم التحرك لمواجهة هذا الوضع الخطير