أخضر: الجفاف يخفض الطاقة الكهرومائية إلى مستوى قياسي في 2023
ياسمين السيد
تُعد الطاقة الكهرومائية المصدر الأكبر للطاقة الكهربائية المنتجة من مصادر متجددة في العالم متخطية بذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلا أنها قد باتت مهددة بسبب التغيرات المناخية.
وقبل التطرق إلى التهديدات المناخية لها، فسنتعرف على القليل من المعلومات حول هذا النوع من الطاقة.
تُعرف الطاقة الكهرومائية على أنها الكهرباء المنتجة من مولدات مدفوعة بالتوربينات والتى تحول الطاقة الكامنة للمياه المتساقطة أو المياه سريعة التدفق إلى طاقة ميكانيكية.
ويتم توليدها من خلال جمع الماء أو تخزينه على ارتفاع أعلى ويؤدي نزول هذه المياه من خلال الأنابيب أو الأنفاق الكبيرة (حواجز القلم) إلى ارتفاع منخفض؛ يعرف الفرق في هذين الارتفاعين بالرأس، في نهاية مرورها إلى أسفل الأنابيب، وتتسبب المياه المتساقطة في دوران التوربينات.
وتعمل التوربينات بدورها على تشغيل المولدات، التى تحول الطاقة الميكانيكية للتوربينات إلى كهرباء، ثم يتم استخدام المحولات لتحويل الجهد المتناوب المناسب للمولدات إلى جهد أعلى مناسب لإرساله لمسافات طويلة، يسمى الهيكل الذى يضم التوربينات والمولدات، والذى تتغذى فيه الأنابيب أو المواقد بالقوة.
وتواجه الطاقة الكهرومائية خطر التغيرات المناخية بقوة، حيث تسببت الظروف الجافة وخصوصًا في الصين، في انخفاض تاريخي على الصعيد العالمي في توليدها في النصف الأول من العام 2023، وفقًا لتقرير جديد عن مركز «إمبر» لبحوث الطاقة المتجددة.
وأشار التقرير أن هذا الانخفاض بمثابة تحذير من أن إنتاج الطاقة الكهرومائية قد يؤثر سلبًا على سرعة التحول إلى الكهرباء.
وأوضح أن هذا الانخفاض كان ملحوظًا بشكل خاص في الصين التى شكلت حوالي 3 أرباع الانخفاض العالمي، حيث شهدت معظم مناطق جنوب غرب الصين هطول أمطار أقل بكثير ودرجات حرارة أعلى مما كانت عليه في المتوسط.
وذكر التقرير أن توليد الطاقة الكهرومائية على مستوى العالم انخفض بنسبة 8.5% هذا العام حتى يونيو الماضي، وهو الأكبر على مدى عام كامل خلال العقدين الماضيين.
ولفت إلى أن ثلاثة أرباع هذا التراجع كان نتيجة انخفاضات المتساقطات في الصين التى شهدت درجات حرارة قياسية في وقت سابق من هذا العام، والجدير بالذكر أن الانخفاض في إنتاج الطاقة الكهرومائية يعني أن انبعاثات الكربون العالمية ارتفعت بشكل طفيف في النصف الأول من العام 2023، رغم زيادة نسبتها 12% في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في كل أنحاء العالم.
وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن نحو 150 دولة تنتج الطاقة الكهرومائية، وتعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر بقاع العالم في القطاع الآخذ في النمو.
وسلط التقرير الضوء، على أن انخفاض النمو في الطلب على الكهرباء ساهم في إبقاء ارتفاع الانبعاثات أقل مما كان يمكن أن يكون عليه، لافتًا إلى أن ظروف الحر والجفاف الشديدين التى تسببت في انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية هذا العام ربما كانت مدفوعة بتغير المناخ.
كما حذر من أنه لا يزال من الصعب حساب التأثيرات المستقبلية، أما عن تبعات تغير المناخ على الإمكانات المائية فأوضح أنها تختلف بين المناطق.
وتوقع أن تشهد بعض أجزاء وسط أفريقيا والهند وآسيا الوسطى زيادة في قدرتها على توليد الطاقة الكهرومائية، لكن من المرجح أن تتراجع هذه القدرة في جنوب أوروبا وجنوب الولايات المتحدة وأماكن أخرى.