قطوف: محمد زكي شافعي أول عميد لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في مصر
الدكتور محمد زكي شافعي عالم اقتصادي كلاسيكي، وأبرز أساتذة الاقتصاد المصريين في جيله، كما أنه أول عميد لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ولد «شافعي» في المنصورة في الثلاثين من أغسطس 1922، وفيها عاش بشارع البحر، ثم درس في القاهرة والتحق بكلية الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق عام 1942، وعلى دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1944، ثم على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1945.
وكان من أوائل من استكملوا دراستهم العليا في الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أوفد في بعثة إلى جامعة برنستون ونال درجة الماجستير في الاقتصاد عام 1948، ودرجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد عام 1950، وكانت رسالته للدكتوراه عن النقد والنظام المصرفي والعلاقات الاقتصادية الدولية وبحوث عن صندوق النقد الدولي والنظم المصرفية في الدول النامية.
وخلال بعثته اخُتير عضواً في وفد مصر في اجتماع الأمم المتحدة الخاص بصيانة الموارد الطبيعية واستغلالها عام 1949.
وعاد «شافعي» إلى وطنه ليعين مدرساً في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وقد اخُتير في مطلع حياته الأكاديمية خبيراً بقسم الشؤون الاقتصادية بالأمانة العامة للأمم المتحدة خلال الفترة 1953 ـ 1956، وارتقى في وظائف هيئة التدريس أستاذًا مساعدًا سنة 1954، وشغل أستاذ الاقتصاد والمالية العامة في كلية الحقوق عام 1959، وهو في السابعة والأربعين.
وعندما أنشئت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1959 تم اختياره ليكون أول عميد لها (1960 ـ 1964)، وحمل عبء تكوينها، وتولى الإشراف على تنظيم شؤون التدريس بها، وتزويد المكتبة بالمراجع، كما تولى إرساء التقاليد الجامعية في هذه الكلية.
ومثل «شافعي» مصر في عدد من المؤتمرات الدولية والاقتصادية المهمة، حيث اختير عضواً بوفد جمهورية مصر العربية لمؤتمر التجارة والتنمية بجنيف عام 1964، وعضواً بوفد جمهورية مصر العربية لمؤتمر الجزائر لمجموعة السبعة والسبعين وانتخب مقررًا لإحدى لجانه الرئيسية عام 1967، وعضواً بوفد مصر لمؤتمر التجارة والتنمية بنيودلهي حيث انتخب مقررا لإحدى اللجان الرئيسية عام 1968.
كما اخُتير نائباً لرئيس مجموعة الخبراء التى شكلها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية لدراسة التدابير الخاصة التى ينبغي إتخاذها لصالح البلاد الأقل تقدمًا في جملة البلاد النامية عام 1969، واختير أيضًا عضواً بمجموعة الخبراء التى شكلها مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية، وأعدت تقريرًا عن التنمية والبيئة عام 1971، وعمل أستاذاً زائراً بجامعة جراتس بالنمسا عام 1969.
وأيضًا اخُتير أميناً مساعداً لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية خلال الفترة 1973 ـ 1975، ثم عمل وزيراً للاقتصاد والتعاون الاقتصادي في وزاراتي ممدوح سالم الأوليين (أبريل 1975 ـ نوفمبر 1976)، ثم آثر العودة إلى الجامعة حيث بقي إلى آخر أيامه.
وعقب عودته للجامعة عاد فرأس قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية (أكتوبر 1978)، وتوج حياته الأكاديمية بنيله جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1979، وكان قد حصل قبلها على جائزة الدولة التشجيعية عام 1960.
كما اخُتير «شافعي» رئيساً للجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع عام 1983، كما كان له دوره البارز في الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، وقد ظل رئيسها المنتخب حتى وفاته في 1988.
وكان له نشاط علمي كبير فقد نشر بين عامي 1950 و 1970 خمسة كتب باللغة العربية، وكتابين باللغة الإنجليزية، في نظم البنوك والنقد والتنمية الاقتصادية.
كما نشر في بيروت والقاهرة ستة عشر بحثًا، كان اهتمامه في معظمها بقضايا النقد والتنمية الاقتصادية في العالم الثالث.
رحل الدكتور محمد زكي شافعي عن عالمنا عام 1988، بعد عطاء كبير دام لسنوات طويلة، وحياة حافلة بالعمل والعطاء والإنجاز، تاركًا خلفه تراثًا ضخمًا من الكتب والأبحاث مازالت تتعلم منها الأجيال الجديدة حتى بعد وفاته.