الرئيس السيسي: العالم يواجه مجموعة من الأزمات انعكست على اقتصاديات الدول النامية
First Bank
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن هنا تعقيدات غير مسبوقة على الصعيد الإقليمي والعالمي، والتي تظهر آثارها في اضطرابات حادة، في سلاسل التوريد العالمية وموجات تضخمية جارفة، مما انعكس بشكل أكثر قوة على اقتصادات الدول النامية وعلى رأسها اقتصادات دول القارة الأفريقية، التي تعاني في الأصل من تحديات داخلية عدة.
وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للإجتماع السنوي الـ58 لمجموعة بنك التنمية الإفريقي المنعقد في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو الجاري، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي والبنك المركزي المصري.
وأكد "السيسي"، على ضرورة وضع حدًا لتلك التعقيدات والتحديات الناجمة عنها، مما يتطلب طرح أفكاراً غير تقليدية للبحث عن حلول تمويلية تساهم في دفع عجلة المشروعات الأكثر إلحاحاً خاصةً في مجالات مواجهة تحديات التغيرات المناخية والتنمية المستدامة.
كما أشار إلى حجم بعض الاحتياجات التمويلية لدول القارة الإفريقية طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة وبنك التنمية الإفريقي، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر 200 مليار دولار سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، و144 مليار دولار سنويًا لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه بداية من ذلك تبرز أهمية هذه الاجتماعات ودور بنك التنمية الإفريقي في توفير الحلول التمويلية الملائمة لاحتياجات دول القارة، والتي تحقق المعادلة الصعبة بين توفير التمويلات الضخمة اللازمة لتحقيق التطلعات التنموية من جانب، وخفض مخاطر هذه التمويلات من جانب آخر.
وأكد على أن ذلك سيتم عن طريق بناء هياكل مالية مناسبة، تحفز المؤسسات المالية متعددة الأطراف على ضغط المزيد من الاستثمارات في شرايين الدول الإفريقية.
وقال "السيسي"، "في هذه المناسبة اغتنم هذه الفرصة لدعوة المؤسسات التمويلية متعددة الأطراف إلى إعادة النظر في المعايير والشروط التي تؤهل الدول للحصول على قروض ميسرة، بحيث تكون متاحه للدول منخفضة ومتوسطة الدخل على حداً سواء، خاصةً في ظل تصاعد تكلفة الاقتراض وزيادة اعباء خدمة الدين وما له من انعكاسات سلبية على الموازنات المالية لتلك الدول".
جديراً بالذكر أن مصر بدأت فعالياتها في المؤتمر بوصفها الدولة المضيفة، حيث نظمت ندوة بعنوان «حشد التمويل المختلط لتسهيل التحول الأخضر في الاقتصادات الناشئة» أدارها أليو مايجا المدير الإقليمي بمجموعة المؤسسات المالية بأفريقيا بمؤسسة التمويل الدولية.
ويناقش المؤتمر مجموعة من الموضوعات والملفات الهامة يتصدرها الحوار الرئاسي رفيع المستوى حول «الهيكل المالي العالمي المتغير ودور المصارف المتعددة الأطراف».
كما تشهد الاجتماعات إصدار تقرير التوقعات الاقتصادية الافريقية لعام 2023 بشأن تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر في أفريقيا، إلى جانب جلسات نقاش واسعة بحضور قادة ومسئوليين من مصر ودول أفريقيا عن الاستفادة من أدوات التمويل المبتكرة لحشد الاستثمارات المناخية الخاصة في أفريقيا.
وتشهد الاجتماعات إجراءات رئيسية لتحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة بالقارة، ودور التكنولوجيا المالية في إطلاق التمويل المستدام والأخضر.