رسائل «First»: فى ظل تفاقم الأزمات العالمية.. البنوك مطالبة بإعادة النظر في بنود انفاقها المجتمعي
أزمات عالمية تتصاعد.. تضخمًا يصل إلى مستويات لم نعهدها من قبل مسجلًا أعلى أرقامه منُذ عقود.. ارتفاعًا غير مسبوق فى أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية التى لا غني عنها.
وترجع أسباب كل تلك الأزمات، إلى جائحة كورونا التى ضربت العالم أجمع مطلع مارس 2020، وتعطل سلاسل الإمداد ونقص العمالة، اللذان أسهما في ارتفاع أسعار سلع كالغاز والأطعمة والسيارات والأثاث، كما كان للحرب في أوكرانيا والتى مازالت مستمرة منُذ أكثر من عام، تأثير إضافي على أسعار النفط والغاز، هذا فضلًا عن تقلص إنتاج القمح وتعطل عمليات تصديره.
وهو ما أدى بدوره إلى إزدياد معدلات الفقر العالمي إلى مستويات قياسية، حيث كشف تقرير حديث للبنك الدولي، عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع بنحو 685 مليون شخص بنهاية العام الماضي.
كما توقع أن يعانى نحو 7% من سكان العالم، أو ما يبلغ نحو 574 مليون نسمة، من الفقر المدقع حتى عام 2030، وهى نسبة كبيرة مقارنة بالهدف العالمى الذى يهدف للحد من الفقر ليصل إلى 3% فقط من سكان العالم بحلول العام المشار إليه.
وهو ما يفتح أفاقًا جديدة لضرورة تعديل إتجاهات إنفاق البنوك فى المسؤولية المجتمعية للوصول بشكل أكثر فاعلية للمواطنين الأكثر احتياجًا لتوفير إحتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية ومياه الشرب، ومنحهم حياة كريمة.
وذلك فى ظل إنفاق القطاع المصرفي المصري مبالغ ضخمة فى أطار مسؤوليته المجتمعية، حيث بلغ إجمالى مساهمات القطاع فى هذا المجال خلال أول 9 أشهر من العام الماضي، أكثر من 1.086 مليار جنيه.
ويمكن للبنوك تقديم دعمهم للفئات الأكثر إحتياجًا عن طريق العديد من السبل منها، إطلاق معارض موسمية على الأقل لتوفير السلع الأساسية بأسعار رمزية، أو من خلال قسائم مواد غذائية يستخدمها المستحقون في شراء احتياجاتهم من المجمعات الاستهلاكية، وهو ما شهدناه مؤخرًا مع البنك الزراعي، حيث أطلق البنك مبادرة قوافل الخير بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، لتوزيع كراتين رمضان على الفئات الأولى بالرعاية.
ويمكن للقطاع المصرفي ككل التكاتف أيضًا، وإطلاق مبادرات عامة من أجل تحسين الخدمات التى تصل إلى المنازل فى القري الأكثر فقرًا وإحتياجًا، كتوفير خدمات الكهرباء، وإتاحة أسقف للمنازل.
وهو ما سيكون له دورًا كبيرًا فى ظل تأثر مصر بشكل كبير بالأزمات العالمية والحالة الحرجة التى يشهدها المواطنون الآن، وعدم قدرة فئة كبيرة على توفير الإحتياجات الأساسية.