أخضر: الوجه الأخر لتغير المناخ.. وإيجاد حلول أصبح مسألة حياة
يبدو أن أزمة المناخ تتفاقم يومًا بعد يوم، وتأثيرها يصبح أكثر وحشية يبتلع كل شئ حوله، ربما تعتقد أن ذلك كلامًا مبالغ فيه نوعًا ما، ولكن هذا ما يحدث بالفعل، وفى ظل الزلزال الأخير الذى ضرب تركيا وسوريا، في 6 فبراير الجاري، وأوقع عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، يتجدد الحديث حول تأثير أزمة التغير المناخي على حوادث الزلازل ومدى احتمالية تزايدها تبعا لاستمرار الأزمة.
وقبل التطرق إلى العلاقة بين التغير المناخي، والزلازل، نتطرق أولاً للإجابة على سؤال هام، وهو كيف تتكون الزلازل؟
تتكون الكرة الأرضية من 4 أجزاء رئيسة وهي، القشرة، الوشاح، النواة الخارجية، والنواة الداخلية.
تمتد القشرة الأرضية من سطح الأرض إلى 8-32 كم داخلها، بدرجة حرارة تصل إلى 870 درجة مئوية، وتحتوي القشرة الأرضية على سطح الأرض الذي نعيش عليه، هذا السطح مثبت على ما يطلق عليه الصفائح التكتونية، وهي عبارة عن ألواح صخرية تطفو على المواد المنصهرة من الوشاح، الجزء الثاني للكرة الأرضية، وبسبب ذلك تتحرك هذه الصفائح بشكل دائم، على الرغم من حجمها الكبير.
يتسبب تحرك هذه الصفائح في ثورة البراكين، وتشكيل الجبال، وحدوث الزلازل من مناطق الضعف والانكسار المفاجئ في الغلاف الصخري، أو القشرة الأرضية؛ بسبب الجاذبية أو التفاعلات الكيميائية داخل صخور الوشاح المنصهرة، وتسمى كل تلك ما ينتج عن تحرك هذه الصفائح بالعمليات التكتونية.
وتنتج الفوالق والتصدعات الكبيرة داخل قشرة الأرض عن تحرك الصفائح التكتونية، والفالق أو الصدع في الجيولوجيا هو واحد من التشوهات التكتونية المنتشرة على سطح الأرض، وهو عبارة عن مستوى أو كسر منحني برفق في صخور قشرة الأرض.
حيث تسبب قوى الضغط أو الشد في النزوح النسبي للصخور على جانبي الانكسار، ويتراوح طول الفوالق من بضعة سنتيمترات إلى مئات الكيلومترات، وقد تكون الفوالق رأسية أو أفقية أو مائلة بأي زاوية، وعلى الرغم من أن زاوية ميل مستوى صدع معين تميل إلى أن تكون موحدة نسبيًا، إلا أنها قد تختلف اختلافًا كبيرًا بطولها من مكان إلى آخر.
ويوجد في الكرة الأرضية عدد من هذه الفوالق، أو الأحزمة التي تحوي العديد من الزلازل والبراكين.
وتعتبر هذه الفوالق مناطق ضعف في القشرة الأرضية؛ وعندما تشعر الأرض بنوع من الضغط الداخلي نتيجة عمليات الغليان والتفاعلات الشديدة داخلها؛ فإن هذه الفوالق تكون هي المتنفس للأرض؛ وتنطلق البراكين والزلازل من خلالها.
والسؤال هنا، ما هي علاقة التغير المناخي بحدوث الزلازل؟ والإجابة أن فكرة تغير المناخ يمكن أن تؤثر في كوارث طبيعية شديدة كالزلازل، التي تستمد قوتها من تحرك الصفائح التكتونية تحت أعماق سطح الأرض، ويمكن لهذه الصفائح أن تتأثر بما يحدث على السطح، مثل ما حدث فى الهند، حينما عمل التآكل السريع للمعالم الطبيعية بسب الأمطار الموسمية إلى تحرك الصفائح التكتونية عبر ملايين السنين الماضية.
ولن يقتصر أمر التغير المناخي على الزلازل فحسب، وذلك لأن الكوارث التي تتصل بالمناخ والطقس قد زادت بنسبة خمسة أضعاف خلال العقود الخمسة الماضية، مما أدى لمقتل مليوني إنسان، وإصابة نحو 91% في الدول النامية، والوضع يسير باتجاه الأسوأ، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة التكاتف العالمي لحل هذه الأزمة التى تهدد حياة كوكبنا بأكمله.