صُنّاع القرار: بعد عامين على إطلاق العلامة الجديدة.. عمرو الجارحي يعيد «ميد بنك» لخريطة المنافسة بالقطاع المصرفي
يُعد «ميد بنك» واحدًا من البنوك الصغيرة الحجم، التى كانت تقدم أداءًا محدودًا خاصة مع التواجد الجغرافي الضئيل للبنك، فعلي الرغم من قدم البنك الذى يعود لسبعينات القرن الماضي، إلا أن نموه ظل محدودا لسنوات طويلة داخل السوق المصرفي مقارنة مع البنوك التى تأسست خلال نفس الحقبة.
ويعتبر بنك مصر إيران للتنمية «ميد بنك» بنك مشترك مملوك بين حكومتي مصر والجمهورية الإسلامية في إيران، ويعود تاريخ تأسيسه إلى 27 مايو 1975 كشركة مساهمة مصرية.
وظل تواجد البنك ضعيفًا فى السوق المصرفي المصري، إلا أن سطع ضوء أمل جديد مع تولي عمرو الجارحي قيادة البنك فى مارس 2019، ليبدأ عمله المكثف على تعزيز تواجد البنك، وإعادة هيكلته في السوق المصري لينجح بعد عامين من إطلاق الهوية والعلامة التجارية الجديدة للبنك في مارس 2021، تحت شعار نعمل لمستقبلك.
وتبني «الجارحي» استراتيجية طموحة تهدف إلى التطوير الشامل والنمو لتتواكب مع خطط وطموحات البنك المركزي في تطوير عمل القطاع المصرفي المصري ليتواكب مع أحدث التكنولوجيات والأعراف المصرفية العالمية، وعليه؛ تم تطوير البنية التحتية والهندسية والتكنولوجية للبنك عبر مواكبة أحدث النظم المصرفية وتعزيز محفظة الخدمات والمنتجات، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما استهدفت الاستراتيجية التوسع في تقديم المنتجات والخدمات التي تعتمد على الوسائل الرقمية والتكنولوجية، بجانب خدمات التجزئة المصرفية، بالإضافة إلى إنشاء فروع جديدة، للوصول بشبكة فروع ميدبنك إلى نحو 40 فرعاً بنهاية عام 2025، مما يساهم في التوسع في تقديم خدمات ومنتجات التجزئة المصرفية اعتماداً على أحدث الأساليب الرقمية والتكنولوجية، وتكامل هذه الخدمات المصرفية مع الخدمات غير المالية التي يوفرها مركز تطوير الأعمال لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ولم يهمل «الجارحي» أهمية التنوع في قاعدة العملاء وتعزيز النشاط المصرفي للبنك، حيث أتي على رأس أولويات البنك الحالية بما يساهم في دعم خطط التحول الرقمي والشمول المالي وذلك في ضوء التوجه الإستراتيجي للدولة والبنك المركزي المصري لتعظيم الاستفادة لكل قطاعات المجتمع و تحقيق النمو المستدام.
وفى أطار ذلك، عمل على حصول ذوي الهمم على الخدمات والمنتجات المصرفية التي يقدمها البنك، ليعلن مطلع الشهر الجاري نجاحه فى ذلك.
حيث قام بتوفير رصيف منحدر في بعض الفروع لتسهيل حصول ذوي الهمم على الخدمات المصرفية، وتوفير شاشات ناطقة مترجمة بلغة الإشارة لعرض شروط وأحكام المنتجات والخدمات المصرفية داخل الفروع، وكذلك على الموقع الإلكتروني للبنك، وعلى منصات التواصل الاجتماعي لتوفير أكثر من وسيلة لتعريف ذوي الهمم بالخدمات المصرفية التي يقدمها البنك.
كما قام بتوفير ماكينات صراف آلي مجهزة بأرقام بارزة وفقًا لطريقة «برايل»، فضلا عن قيام البنك بتشجيع ذوي الهمم على الاستفادة من الخدمات المالية والمصرفية، كما وفر إمكانية متابعة حسابات ذوي الهمم خلال اتصال هاتفي بعد كل معاملة، فضلا عن تحديث الإجراءات والنظم لقبول الأختام والبصمة كبديل للتوقيع على الإجراءات البنكية الخاصة بالمعاملات المصرفية.
كما أولي اهتماماً كبيراً بدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وبمشاركته في كافة القطاعات التي تساهم في تحقيق هذه الرؤية، بما في ذلك قطاعات الصناعة والطاقة، إلى جانب استراتيجيته لتعزيز محفظة القروض المشتركة، وفى أطار ذلك شارك فى التعديد من التحالفات المصرفية أبرزها مشاركته فى عقد تمويل مشترك متعدد الأغراض خلال 2022 بقيمة 2 مليار جنيه بحصه قدرها 300 مليون جنيه بهدف تمويل متطلبات رأس المال الخاص بعقود التوريدات المتعلقة بمجموعة السويدي إلكتريك وعملائها لمدة 3 سنوات.
وانعكس هذا الأداء على إجمالي قروض البنك، حيث بلغت نسبة الزيادة في القروض 34% والزيادة في محفظة قروض الشركات بنسبة 25% بنهاية الربع الثالث من 2022 مقارنة بنهاية 2021، وفقًا لبيان سابق للبنك.
كما حقق البنك نموًا ملحوظًا في حجم محفظة التسهيلات الائتمانية المباشرة لمحفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بلغ 57% بنهاية سبتمبر الماضي مقارنة بنهاية ديسمبر 2021، وفقًا لتصريحات سابقة لعمرو الجارحي فى نوفمبر الماضي.
وأسفرت جهود «الجارحي» على صعيد هذا الملف، عن حصوله على جائزة أكثر البنوك نمواً في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة من جلوبال بيزنيس لعام 2022.
ويرجع ذلك إلى خبرة عمرو الجارحي الطويلة في مجال البنوك والاستثمار حيث شغل قبل توليه منصب وزير المالية العديد من المناصب من بينها رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك الاستثمار القومي، وكذلك نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي القطري.
كما شغل «الجارحي» منصب المدير التنفيذي لشركة التجاري الدولي للاستثمار والعضو المنتدب للمجموعة المالية هيرميس وعضو مجلس إدارة بنك الاسكندرية وشركة المقاولون العرب.