مؤسسات عملاقة: «فانغارد».. عملاق إدارة الأصول

تُعد شركة فانغارد «Vanguard Group» واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول عالميًا، حيث تبرز بابتكارها لصناديق المؤشرات منخفضة التكلفة واستراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل التي جعلتها رائدة في القطاع المالي.
تأسست الشركة عام 1975 في مالفرن بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة على يد المستثمر المعروف جون سي بوجل، الذي يُعتبر من رواد تطوير صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة، حيث أسس أول صندوق مؤشر متاح للجمهور عام 1976 والمعروف باسم «فانغارد 500» الذي يتتبع أداء مؤشر S&P 500.
استلهم «بوجل» اسم الشركة من السفينة الحربية البريطانية HMS Vanguard التي كانت تحت قيادة الأميرال هوراشيو نيلسون في معركة النيل عام 1798، في إشارة إلى مفهوم الريادة والابتكار في مجال الاستثمار.
شهدت الشركة توسعًا سريعًا خلال الثمانينيات والتسعينيات عبر إطلاق مجموعة متنوعة من صناديق الاستثمار المشتركة، وفي الألفينات برزت «فانغارد» كواحدة من الشركات الرائدة عالميًا في إدارة صناديق التقاعد وصناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).
وتؤمن الشركة بأن الاستثمار طويل الأجل هو السبيل لتحقيق عوائد مستدامة، حيث تتبع نهج الاستثمار السلبي الذي يتجنب التداول النشط والمضاربة، ويركز على صناديق المؤشرات التي تعكس أداء السوق على المدى الطويل.
كما كانت «فانغارد» من أوائل الشركات التي قدمت صناديق الاستثمار المتداولة، إذ توفر اليوم أكثر من 430 صندوقًا تغطي مختلف فئات الأصول والأسواق العالمية.
وتعكف الشركة بشكل متزايد على الاستثمار المستدام من خلال تقديم مجموعة من الصناديق التي تستثمر في الشركات التي تعتمد ممارسات بيئية واجتماعية وحوكمة رصينة، وقد أطلقت في عام 2021 صناديق ESG جديدة تهدف إلى استبعاد الشركات العاملة في صناعات الوقود الأحفوري والتبغ والأسلحة.
تمتلك «فانغارد» مكاتب في أوروبا وأستراليا وآسيا بالإضافة إلى مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، وتدير استثماراتها في أكثر من 170 دولة، كما أطلقت خدماتها المباشرة في الصين، السوق الاستثماري الضخم الذي تسعى الشركة إلى المزيد من التوسع فيه ضمن استراتيجيتها العالمية.