FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



أخضر: تصاعد الكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ

FirstBank

أصبحت التغيرات المناخية محورًا رئيسيًا للنقاش العالمي بسبب تأثيرها المباشر على البيئة والإنسان، حيث أنها لم تعد مجرد تحذيرات علمية، بل واقع يفرض نفسه عبر كوارث طبيعية متزايدة الحدة والتكرار، تشمل الأعاصير المدمرة، الفيضانات المفاجئة، موجات الجفاف، وحرائق الغابات.

وهذه الظواهر لا تهدد البنية التحتية والاقتصادات فحسب، بل تقوض أساسيات الحياة مثل الغذاء والماء، فمع ارتفاع درجة حرارة المحيطات بفعل الاحتباس الحراري مما أدى إلى زيادة قوة الأعاصير، وتأكيداً على ذلك ما حدث في الآونة الأخيرة، حيث ضرب إعصاران مدمران «هيلين» و«ميلتون» جنوب شرق الولايات المتحدة في سبتمبر وأكتوبر 2024، مسبّبين أضرارًا إقتصادية جسيمة تجاوزت تكلفتها الإجمالية 310 مليارات دولار عالميًا، وهذه الأعاصير ليست فقط أكثر شدة، بل أيضًا أكثر تدميرًا بسبب ارتفاع مستويات هطول الأمطار المصاحبة لها.

كما أن ذوبان الجليد القطبي الناتج عن الاحترار العالمي يزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المناطق الساحلية بالغمر، ففي سبتمبر 2024، أدت العاصفة «بوريس» إلى فيضانات مدمرة في أوروبا الشرقية، حيث تأثرت دول مثل النمسا والتشيك وسلوفاكيا ورومانيا وهنغاريا وتسببت في إجلاء مئات الأشخاص وعزل قرى بأكملها.

إلى جانب ذلك، أصبحت الفيضانات أكثر تكرارًا نتيجة لاختلاط الهواء القطبي البارد بالتيارات الدافئة غير المعتادة، مما يؤدي تغير أنماط الطقس، والذي يجعل الأمطار الغزيرة والعواصف المفاجئة أكثر شيوعًا، فعلى سبيل المثال، شهدت إسبانيا في أكتوبر الماضي أمطارًا غزيرة تسببت في دمار واسع بالبنية التحتية.

كما تعد موجات الحر أحد أبرز مظاهر التغيرات المناخية، وهذه الظاهرة لا تؤدي فقط إلى إجهاد حراري للإنسان والحيوان، بل تزيد أيضًا من احتمالية اندلاع حرائق الغابات والتي تتسبب في فقدان الغطاء النباتي وتفاقم مشكلة الانبعاثات الكربونية.

وبناءً على ما سبق، فإننا بحاجة إلى التكيف مع الواقع المناخي الجديد، حيث يجب على الدول تطوير سياسات تعتمد على التكيف مع الكوارث الطبيعية، مثل بناء سدود أكثر كفاءة، وتحسين أنظمة تصريف المياه، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر لتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية.

ويمكن أن يحد الإتجاه نحو مصادر الطاقة المستدامة من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وذلك من خلال التحول إلى استخدام الطاقة الشمسية والرياح كبدائل للوقود الأحفوري.

كما تتطلب مواجهة التغيرات المناخية تعاونًا عالميًا على مستوى السياسات والتمويل، خصوصًا لدعم الدول النامية التي تعاني بشكل أكبر من آثار هذه الظاهرة.