أخضر: أسبوع ساخن بالتطرفات المناخية في دول الخليج.. و«التغير المناخي» المتهم الرئيسي
بأمطار هى الأغزر منُذ 75 عامًا ومنسوب مياه بلغ 254 ملليمترًا في مدينة العين، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة اضطرابات مناخية عنيفة لأول مرة منُذ عقود، متسببة في وفاة حوالي 4 أشخاص بالإضافة إلى إغراقها الطرق والتسبب في تكدس الطائرات في مطار دبي الدولي.
في حين تسببت الأمطار الغزيرة في عمان بمقتل 20 شخصًا على الأقل، وحصار العديد من السائقين والسكان وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات في البحرين وانقطاع شبكة الكهرباء والمياه في اليمن.
وتشير أصابع الأتهام في حالة الظواهر المناخية المتطرفة تلك، إلى التغير المناخي كعنصر فاعل فيما يحدث حاليًا لعالمنا اليوم، وبالطبع لا يمكن الربط مباشرة بين ظاهرة بعينها والتغير المناخي، إلا أن النتائج البحثية في هذا النطاق تشير إلى وجود علاقة واضحة بين ضربات الأمطار الغزيرة الكثيفة والإحترار العالمي.
ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى أنه مع احترار المناخ العالمي تتبخر كميات أكبر من المياه من المحيطات والبحار والبحيرات والتربة نفسها والنباتات، كما تزداد قدرة الهواء على الاحتفاظ بتلك المياه، حيث يمكن للهواء الاحتفاظ بنحو 7% رطوبة أكثر لكل درجة مئوية ترتفع بها الحرارة، وهذه العملية تُحول هواء الأرض إلى خزان مياه هائل جاهز في أية لحظة لتُدلي بدلوها.
ويظهر ذلك الأثر بصورة متنوعة للغاية، أي أنه يُعيد تشكيل توزيعات المطر في جميع أنحاء الكوكب تقريبًا، فتجد أن الكمية الكلية للأمطار قد تنخفض في عدة مناطق، لكنها رغم ذلك تتعرض لموجات قصيرة من الأمطار الزائدة بصورة متطرفة.
وفي تلك الحالة تزداد فرصة حدوث السيول والفيضانات، وذلك لأن الاحترار العالمي يجفف التربة بدرجة أكبر من المعتاد، وهو ما يُسهل جريان الماء عليها، وعليه؛ يُعظم من أثر السيول والفيضانات خاصة في حالة موجات المطر الاستثنائية.
وأثبتت العديد من الدراسات الحديثة العلاقة بين تغير المناخ وهطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، أبرزها دراسة أجراها باحثون من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ.
حيث أشارت إلى أن شدة وتواتر هطول الأمطار الغزيرة تتزايد بشكل كبير مع كل زيادة في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.
وحذرت تلك الدراسة من أن هذه التغيرات في شدة وتواتر موجات المطر الغزير قد تكون أسوأ بكثير مما كان العلماء يعتقدون سابقًا، ويمكن لتلك التغيرات أن تؤثر فى الاقتصاد، وبالتبعية فى الاستقرار الاجتماعي على مستوى العالم، خاصة مع ارتباطها بالفيضانات.
كما أشارت دراسة أخرى نُشرت بدورية نيتشر، إلى أن علماء قدروا أنه مقابل كل ارتفاع للحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، تزيد معدلات هطول الأمطار الغزيرة بمقدار 15%، وبشكل خاص في المناطق المرتفعة مثل الجبال.