قطوف: جاري بيكر .. أحد أبرز الاقتصاديين في القرن العشرين
يُعد جاري بيكر واحدًا من أبرز الاقتصاديين في القرن العشرين، فهو خبير اقتصادي مختص بالسوق الحرة من جامعة شيكاغو، وحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1992، إعترافاً وتقديراً لجهوده البحثية في مجال توسيع نطاق النظرية الاقتصادية الى أنماط سلوك غير اقتصادي مثل الجريمة والزواج والطلاق.
ولد «بيكر» فى ديسمبر 1930، في بوتسفيلي بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والدة يمتلك شركة تجارية صغيرة بعد رحيله من مونتريال أوروبا الشرقية مع أسرته إلى الولايات المتحدة، وتلقي تعليمه الابتدائي والثانوي في بروكلين.
بدأ اهتمامه بالرياضيات خلال فترة دراسته الثانوية، وفي إطار ذلك قرر الذهاب إلى جامعة شيكاغو للدراسات العليا في الاقتصاد وكان أول لقاء في 1951 مع ميلتون فريدمان في سياق الاقتصاد الكلي.
نشر «بيكر» كتابًا في 1957، تضمن أول جهد منظم لاستخدام النظرية الاقتصادية لتحليل تأثيرات التوظيف والوظائف للاقليات، ثم انتقل الي كولومبيا في المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية.
وفي مانهاتن كتب كتابًا عن رأس المال البشري، كان نتاجًا طبيعيًا لأول مشروع بحثي للمكتب وخلال هذه الفترة كتب أيضًا كثيرًا عن المواد المذكورة في تخصيص الوقت والجريمة والعقاب، والسلوك الرشيد.
وبدأ العمل وفي كولومبيا في ورشة عمل عن الاقتصاد والمواضيع المتصلة به وشمل هذا الزراعة وبعد سنوات قليلة انضم يعقوب مينسر إليه، ليصبح المدير المشارك لحلقة العمل، وكتبا معًا أبحاثًا حول رأس المال البشرى.
عاد «بيكر» إلى شيكاغو عام 1970، وطور هناك النظرية الاقتصادية لمحاولة فهم معدلات المواليد وحجم الأسرة، أي النظر في مجمل قضايا الأسرة : الزواج والطلاق والإيثار تجاه الأعضاء الأخرين، الاستثمار في الأطفال، وتم نشر ذلك في سلسلة مقالات في سبعينات القرن الماضي.
واصل جاري بيكر العمل على هذا الموضوع كثيرًا في ضوء محاولته لفهم محددات الطلاق، وحجم الأسرة، وما شابه ذلك، بالإضافة إلى آثار التغيرات في تكوين الاسرة وهيكلها على عدم المساواة والنمو الاقتصادي، ليتوج ذلك في عام 1981 في إطروحة للأسرة.
نال «بيكر» العديد من الجوائز علاوة عن جائزة نوبل في الاقتصاد، أبرزهم وسام الحرية الرئاسي، جائزة جون فون نيومان، الدكتوراه الفخرية من جامعة ميامي، وقلادة العلوم الوطنية.
رحل جاري بيكر عن عالمنا في مايو 2014، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا اقتصاديًا مازالت تتعلم منه الأجيال الجديدة.