«المركزي الروسي» يرفع سعر الفائدة إلى 16% لمواجهة التضخم
رفع بنك روسيا المركزي أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي أمس الجمعة، في حين يسعى صناع السياسات النقدية إلى كبح جماح التضخم المستمر الذي تجاوز بكثير المعدل المستهدف.
ورفع بنك روسيا سعر الفائدة 100 نقطة أساس لتصل لـ 16% في اجتماعه الأخير هذا العام، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2022.
وقال البنك في بيان: "الضغوط التضخمية الحالية لا تزال مرتفعة"، "لعودة التضخم إلى الهدف في عام 2024 واستقراره بالقرب من 4%، نحتاج إلى استمرار تشديد السياسة النقدية في الاقتصاد لفترة طويلة".
وتسارع نمو الأسعار في روسيا حتى بلغت الحد الأعلى لتوقعات البنك المركزي للتضخم لهذا العام، مع تأثير التضخم المرتفع على الدخل المتاح للإنفاق لدى الأفراد. وهذه نقطة حساسة بالنسبة للكرملين قبل انتخابات مارس 2024، التي يأمل أن يُظهر فيها دعماً واسع النطاق لفلاديمير بوتين، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه سيرشح نفسه لولاية خامسة على منصب الرئيس.
ويرى البنك المركزي مجموعة من العوامل وراء ارتفاع الأسعار، بما في ذلك الطلب المحلي الذي يتجاوز بشكل متزايد قدرة البلاد على زيادة إنتاج السلع والخدمات، والنمو السريع لمنح الائتمان، وإنفاق الميزانية.
وأظهرت بيانات وزارة الاقتصاد الصادرة يوم الأربعاء أنه في الأسبوع من 5 إلى 11 ديسمبر، بلغ نمو الأسعار في روسيا 7.47% على أساس سنوي، ليظل قريباً من أسوأ سيناريو للبنك المركزي لهذا العام.
وارتفعت توقعات التضخم، وهو مقياس رئيسي للمسؤولين عن السياسة النقدية، الشهر الماضي إلى أعلى مستوى منذ فبراير، على الرغم من ارتفاع قيمة الروبل خلال الآونة الأخيرة. منذ بداية ديسمبر، بدأت العملة الوطنية تضعف مرة أخرى بعدما حققت خلال نوفمبر أكبر ارتفاع منذ 20 عاماً على الأقل.
وقد يكون رفع سعر الفائدة هو الأخير للبنك لفترة من الوقت، حسب "بلومبرغ إيكونوميكس"، مما يضع حداً للدورة الحالية من تشديد السياسة النقدية في روسيا والتي تضمنت زيادة مفاجئة بمقدار 200 نقطة أساس في أكتوبر.
ويعترف البنك المركزي بأن صناع السياسات النقدية قد يحتاجون إلى الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة لإعادة التضخم إلى مستهدف 4%، حتى لو توقفوا عن رفعها، وتشير توقعات بنك روسيا إلى أن متوسط سعر الفائدة سيتراوح بين 12.5% إلى 14.5% العام المقبل.