«المركزي الأوروبي»: توقعات المستهلكين للتضخم ترتفع إلى 4% خلال العام المقبل
صعدت توقعات المستهلكين للتضخم في منطقة اليورو على مدى العام المقبل "بشكل ملحوظ" خلال سبتمبر الماضي، وهو ما يفسر السبب وراء خطط البنك المركزي الأوروبي بإبقاء أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
قال البنك في مسحه الشهري الصادر اليوم الأربعاء، إن توقعات التضخم خلال الـ12 شهراً المقبلة زادت إلى 4% مقارنة بـ3.5% من قبل، مع تفاقم الشكوك المحيطة بالتوقعات المستقبلية. ولكن توقعات التضخم للثلاث سنوات المقبلة ظلت دون تغيير عند 2.5%.
ويأتي مسح المركزي الأوروبي بعد فصل الصيف الذي ظل فيه معدل التضخم عند مستوى أعلى من 5% في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة. لكنه انخفض منذ ذلك الحين مع زيادة أسعار المستهلكين في أكتوبر بنسبة 2.9% فقط مقارنة بالعام الماضي، منخفضاً عن أعلى مستوياته فوق عتبة 10%، كما اقترب بشدة من مستهدف التضخم الرسمي البالغ 2%.
ورغم إبقاء المركزي على أسعار الفائدة المرتفعة كما هي دون تغيير بعد إطلاقه دورة التشديد النقدي غير المسبوقة التي بدأت في يوليو 2022، إلا أنه يجب على مسؤولي المركزي أن يتوخوا "الحذر"، حسبما صرح رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناجل، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، مشيراً إلى أن الشكوك الاقتصادية ومخاطر استمرار التضخم ما تزال أعلى من المتوقع.
ومن جانبه، قال مارتينز كازاكس، محافظ البنك المركزي في لاتفيا، يوم الأربعاء خلال مقابلة تلفزيونية إنه لا يمكن خفض أسعار الفائدة إلا عقب تأكد البنك المركزي الأوروبي من أن التضخم يتراجع نحو المستهدف الرسمي.
ووفقاً لفيليب لين، كبير المحللين الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، الذي تحدث أيضاً خلال حوار مع تلفزيون لاتفيا، فإن خفض أسعار الفائدة قد يستغرق بعض الوقت. وقال إن التركيز حالياً ينصب على "تحقيق الاستقرار والإبقاء على سعر الفائدة كما هو". كما سيتلقى المسؤولون نتائج مسح آخر حول توقعات التضخم لدى المستهلكين قبل اجتماع السياسة النقدية التالي المقرر عقده في ديسمبر.
وبالانتقال إلى آفاق الاقتصاد الأوروبي، أظهر استطلاع البنك المركزي أن المستهلكين أصبحوا أكثر تشاؤماً، ويتوقعون الآن انكماشًاً بنسبة 1.2% خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنة بـ0.8% سابقاً. وكشفت البيانات التي صدرت الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو خالف التوقعات خلال الربع الثالث بانكماشه بنسبة 0.1%. وأصبح مهدداً بتسجيل ركود طفيف خلال النصف الثاني من 2023.