أخضر: درجات حرارة هى الأشد على الإطلاق.. و«المنظمات العالمية» الأسوأ لم يأت بعد
ياسمين السيد
على مدار العقود الماضية ظلت الأمم المتحدة وعددًا من المنظمات الدولية تحذر من خطر التغيرات المناخية، كما عُقدت العديد من المؤتمرات تحذر من هذا الشبح المخيف بداية من قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992، مرورًا باتفاقيتي كيوتو وباريس، وصولًا بمؤتمر كوب 27، الذى تم عقده بشرم الشيخ العام الماضي، إلا أن هذا لم يكن مجديًا بالشكل الكافي لمواجهة تلك الكارثة خاصة في ظل عدم إلتزام الدول الصناعية الكبرى بالتحذيرات، في أطار سعيها للوصول لمستويات عالية من النمو الاقتصادي.
وعليه، فإن المخاطر باتت تتصاعد بشكل مخيف، والأوضاع تسوء أكثر فأكثر، وأصبحنا نلمس أثارها يومًا بعد يومًا، ولعل أبرز التداعيات التى بتنا نلمسها الآن، هى درجات الحرارة الأشد على الإطلاق التى نشهدها الآن.
وضربت تداعيات موجة حر فاقمها الاحترار المناخي العالمي أجزاء من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية هذا الشهر، بالإضافة إلى حرائق الغابات التى حدثت في مساحات من كندا وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا، الأمر الذى كان مستحيلًا عمليًا لولا التغير المناخي.
وتشير البيانات المناخية غير المباشرة - مثل حلقات الأشجار التى تحدد عمرها - إلى أن درجات الحرارة التى سُجلت في يوليو 2023، قد تكون غير مسبوقة في تاريخنا في آخر بضعة آلاف من السنوات، وفقًا لـ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وفي نفس الحين، يشتد تأثير ظاهرة «النينيو» في مياه المحيط الهادئ، وهو ما كشف عنه علماء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حيث أعلنوا أن هناك احتمالًا بنسبة 90% لظهور تأثيرات واضحة لتلك الظاهرة بداية من النصف الثاني من العام الجاري، الأمر الذى يتوقع أن يؤثر على الطقس في مناطق متفرقة من العالم خلال الأعوام القليلة القادمة، بداية من الشتاء القادم.
وأشارت المنظمة مطلع الشهر الجاري في بيان رسمي لها، أن عودة ظاهرة «النينيو» ستزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة، والتسبب في مزيد من موجات الحر الشديدة في مناطق كثيرة من العالم.
وفي نفس السياق، كانت قد تنبأت المنظمة في مايو الماضي، عن تواجد احتمال نسبته الـ98%، أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هى الأكثر دفئًا على الإطلاق، لتتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في عام 2016 عندما كانت ظاهرة «النينيو» قوية بشكل استثنائي.
كما ذكر التقرير أيضًا، أن هناك احتمالًا بنسبة 66% بأن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح بين عامي 2023 و2027 أكثر من 1.5 درجة مئوية، أي فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، لمدة عام واحد على الأقل.
الأمر الذى يضعنا أمام مأزق كبير، حيث يخشي العلماء من أن تساهم ظاهرة «النينيو» في دعم حالات الشذوذ المناخية، إلى جانب التغير المناخي الذى يرفع كذلك من شدة وطول وتردد الظواهر المناخية المتطرفة مثل الموجات الحارة والأعاصير.
وعليه، يمكن القول إن العالم يعيش في هذه الآونة لحظة حاسمة من شأنها تحديد مصير الكوكب ومستقبل ملايين وربما مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.