«السيسي»: تقدر الاحتياجات التمويلية لمواجهة الانعكاسات السلبية للمناخ في إفريقيا بـ3 تريليون دولار بحلول 2030
First Bank
كشف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الاحتياجات التمويلية المطلوبة لمواجهة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية في إفريقيا ستصل إلى نحو 3 تريليون دولار بحلول عام 2030.
وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للإجتماع السنوي الـ58 لمجموعة بنك التنمية الإفريقي المنعقد في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو الجاري، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي والبنك المركزي المصري.
وفي هذا الصدد، أشار "السيسي" إلى النتائج الايجابية لمخرجات وتوصيات قمة الأمم المتحدة للمناخ "COP27" التي درستها مصر في العام الماضي، ويأتي في مقدمتها الاتفاق على إنشاء صندوق مخصص لتوفير التمويل اللازم لتعويض الخسائر والأضرار للدول المتضرره من الفيضانات والجفاف والكوارث المناخية الأخرى.
وأضاف، أن معطيات الواقع الاقتصادي تفرض ضرورة تحفيز القطاع الخاص على زيادة دوره في توفير التمويل اللازم للنهوض بالمشروعات صديقة البيئة، مع تكثيف آليات استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وإقرار السياسات والإجراءات اللازمة لذلك.
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تولي اهتماماً بالغاً بالبعد البيئي، حيث أصدرت الحكومة المصرية عام 2021 الإصدار الأول من دليل معايير الاستدامة البيئية تحت مسمى الإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر وذلك بهدف توفير الارشادات اللازمة لدمج معايير التنمية المستدامة في الخطة التنموية، بما ينعكس بالإيجاب على جودة الحياة وعملية التنمية.
وقال: "مما لا شك فيه أن فعاليات النسخة الحالية من الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي تمثل فرصة متميزة لتبادل المعرفة والخبرات، وتوفير الدعم الفني اللازم لمواجهة تداعيات التغير المناخي، مع طرح أجندة واضحة وفقاً لجدول زمني لتحديد سبل وآليات التعامل مع مختلف التحديات التي تواجهها دول القارة الإفريقية، وصولاً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
كما أكد على ان إشكالية التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية لا تنحصر في نطاق دولة دون غيرها او إقليم بعينه، وإنما هي قضية وجودية ينبغي أن تأتي على رأس الأولويات الاستراتيجية لجميع دول العالم.
واضاف "السيسي"، إن الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية تتزايد على الدول الأقل نموًا، وهو ما يظهر بوضوح في دول القارة الإفريقية، حيث تؤدي هذه التغيرات إلى ارتفاع معدلات الجفاف وإتساع رقعة التصحر وتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وأكد على أن التقديرات تشير إلى أن المخاطر المرتبطة بالجفاف فقط في دول القارة الإفريقية أدت إلى خسائر تجاوزت قيمتها الـ 70 مليار دولار، فضلاً عن تسببها في خفض نمو الإنتاجية الزراعية في القارة بنحو 34%.
جديراً بالذكر أن مصر بدأت فعالياتها في المؤتمر بوصفها الدولة المضيفة، حيث نظمت ندوة بعنوان «حشد التمويل المختلط لتسهيل التحول الأخضر في الاقتصادات الناشئة» أدارها أليو مايجا المدير الإقليمي بمجموعة المؤسسات المالية بأفريقيا بمؤسسة التمويل الدولية.
ويناقش المؤتمر مجموعة من الموضوعات والملفات الهامة يتصدرها الحوار الرئاسي رفيع المستوى حول «الهيكل المالي العالمي المتغير ودور المصارف المتعددة الأطراف».
كما تشهد الاجتماعات إصدار تقرير التوقعات الاقتصادية الافريقية لعام 2023 بشأن تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر في أفريقيا، إلى جانب جلسات نقاش واسعة بحضور قادة ومسئوليين من مصر ودول أفريقيا عن الاستفادة من أدوات التمويل المبتكرة لحشد الاستثمارات المناخية الخاصة في أفريقيا.
وتشهد الاجتماعات إجراءات رئيسية لتحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة بالقارة، ودور التكنولوجيا المالية في إطلاق التمويل المستدام والأخضر.