البنك الدولي يقدم مِنح للدول العرضة لمخاطر تعثر سداد القروض
يسعى البنك الدولي لمساعدة البلدان الأشد فقراً، من خلال توفير قروض ميسرة ومِنح أكثر للدول العرضة لمخاطر تعثر سداد الديون، وهو تحرك قد يزيل حالة الجمود التي تعيق عملية إعادة هيكلة ديون بمليارات الدولارات لدى الدول ذات الدخل المنخفض، وفقاً لموقع بلومبرج الشرق.
وتم الكشف عن خطط المؤسسة الدولية للتنمية أمس الأربعاء بعد اجتماع للبلدان الدائنة والمدينة المعروف بمسمى المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية، التي تشكل منتدى يديره صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والهند التي تترأس مجموعة العشرين لسنة 2023.
وجاء ذلك بهدف تسوية مشكلات التعامل مع إعادة هيكلة ديون دول تعاني من ضائقة مالية، والتي تتضمن هذه المشكلات النقاط الشائكة داخل ما يطلق عليه اتفاقية الإطار المشترك لمجموعة العشرين المرتبطة بمعالجة مسألة تخفيف أعباء الديون.
ورحب المشاركون في مناقشات المائدة المستديرة في بيان بتوفير المؤسسة الدولية للتنمية تدفقات صافية إيجابية، والتخفيف الضمني لأعباء الديون عن طريق زيادة التسهيلات والمنح للدول التي تتعرض لمخاطر مرتفعة من تعثر سداد الديون.
كما ضغطت الصين أكبر دائن ثنائي الأطراف للبلدان الفقيرة، من أجل إعادة جدولة المدفوعات عوضاً عن تحمل الخسائر وأرادت أيضاً أن تقبل بنوك التنمية متعددة الأطراف بتخفيض أصل مبالغ الديون، أو المشاركة بصورة أكبر في تخفيف أعباء الديون، قد يساعد تحرك أمس الأربعاء في تلبية هذا المطلب.
وتعارض الولايات المتحدة الأميركية أكبر مساهم في البنك الدولي، وتضمين قروض بنوك التنمية متعددة الأطراف بأي عملية إعادة هيكلة للديون، محتجة بأن أي تقليص لأصل مبلغ الديون سيقوض قدرة تلك الكيانات على الاستجابة للأزمات ومنح قروض ميسرة.
وقررت الصين تلطيف مواقفها ذات الصلة، بالنظر إلى اعتبارات دبلوماسية أوسع نطاقاً، بحسب شخص مطلع على الأمر.
وكانت مناقشات المائدة المستديرة تهدف إلى إنهاء حالة الجمود بين أكبر الدول الدائنة حول طريقة إعادة التفاوض إزاء ديون البلدان الفقيرة، والتي باتت غير مستدامة في ظل صعود معدلات التضخم وسعر صرف قوي للدولار.
وأشار مارك فلاناغان، نائب مدير إدارة الإستراتيجية والسياسة المالية والمراجعة في صندوق النقد الدولي، أثناء جلسة استضافتها «مؤسسة المجتمع المنفتح» في واشنطن إلى أن نقاش الأربعاء اتسم بالأهمية لأنه يكشف أنه بعد سنتين من بدء سريان اتفاقية الإطار المشترك وبعد تأجيلات عديدة بدأ الدائنون يتحدثون، ويمثل هذا عموماً تطوراً إيجابياً للغاية.
وتابع فلاناغان، أنه أعتقد بتواجد حالة من الزخم، مضيفاً أن هناك عملاً أكبر سيكون ضرورياً بغضون الشهور المقبلة.
لم يتوصل المشاركون في اجتماع المائدة المستديرة أمس الأربعاء لاتفاق حول مقترح يحدد موعداً نهائياً مدته 3 شهور بداية من وقت إبرام صندوق النقد الدولي لاتفاق على مستوى الخبراء مع دولة مدينة لتوفير ضمانات تمويل.
وتعد ضمانات من هذا النوع ضرورية لمجلس إدارة صندوق النقد الدولي للتوقيع على أي قروض، وما يزال العمل مستمراً لتحقيق هدف الصندوق والبنك الدولي بتسريع هذه العملية.
ويتعرض ما يفوق 70 دولة ذات دخل منخفض لعبء ديون مجتمع يبلغ 326 مليار دولار أميركي، وتعثر 15% تقريباً من البلدان منخفضة الدخل فعلاً في سداد الديون ويواجه 45% منها مخاطر عالية للتخلف عن سداد الديون، والقائمة آخذة في التنامي.
وعلاوة على الصين والمنظمات الرئيسية، كان من بين المشاركين الآخرين بالمائدة المستديرة دائنون ثنائيو الأطراف رسميون على غرار فرنسا التي تترأس نادي باريس للديون واليابان والولايات المتحدة، بجانب بلدان مدينة مثل الإكوادور وإثيوبيا وغانا وسريلانكا وسورينام وزامبيا.
وشارك كممثل عن القطاع الخاص معهد التمويل الدولي، والرابطة الدولية لسوق رأس المال، وشركة "بلاك روك"، ومصرف ستاندرد تشارترد.
ويعتزم المشاركون بالمائدة المستديرة بذل مزيد من الجهود تتعلق بتحديد مواعيد نهائية، وإقرار تعليق رسمي لسداد مدفوعات خدمة الديون، وطريقة معالجة متأخرات الديون، ونطاق الديون التي ستُعاد هيكلتها، بما فيها القروض المحلية.