لطالما كانت الغابات جزءا أساسيا فى معركتنا لمكافحة تغير المناخ وذلك يرجع إلى كونها تساهم بشكل كبير فى امتصاص ق

تغير المناخ,أخضر,الأشجار



أخضر: «قطع أشجار الغابات».. كيف يعيق البشر توازن النظام البيئي؟!

FirstBank

لطالما كانت الغابات جزءًا أساسيًا فى معركتنا لمكافحة تغير المناخ، وذلك يرجع إلى كونها تساهم بشكل كبير فى امتصاص قرابة الـ30% من ثاني أكسيد الكربون الذي تصدره البشرية سنويًا، وهو إنجاز ساهم في منع إحترار كوكب الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية مقارنةً مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

كما أنها تعد مصدرًا للألياف والوقود والأغذية والأعلاف، وتوفر سبل العيش لملايين الأشخاص، بما في ذلك العديد من أفقر سكان العالم، وتساعد في تحسين جودة التربة والهواء والماء، وتشكل مصدرًا للمواد الخام المتجددة.

إلا أن يد البشر باتت تتعدي على تلك الهبة الربانية، لتقضي تدريجياً على هذه الميزة، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون.

وتعد هذه القضية مصدر قلق داخل المناطق الاستوائية وخارجها على حد سواء، حيث تهدد إزالة الغابات على نطاق واسع، بدءًا من الأمازون وصولًا إلى غابات إفريقيا وجنوب شرق آسيا، بانخفاض معدلات تساقط الأمطار في المناطق الاستوائية.

كما إنها تؤدي إلى انقراض بعض الحيوانات مع ما يترتب على ذلك من خسارة مورد طبيعي للجلود أو اللحوم أو بعض المواد المفيدة علاجيًا، علاوة عن التصحر الذى تحدثه.

ليس هذا فحسب، حيث أنها تؤدي أيضًا إلى إختلال درجات الحرارة، فتارة تحدث أمطار في الصيف وتارة موجات حر في الشتاء، وبالتالي التأثير على نمو المحاصيل وانتشار الحشرات، بالإضافة إلى حدوث الفيضانات نتيجة غياب الأشجار التى تمتص مياه الأمطار.

وهو ما يفرض على البشرية الآن فى ظل تفاقم أزمة التغير المناخي ضرورة التوقف عن إزالة وقطع الغابات خاصة فى المناطق المدارية، والذى بدوره يسهم بشكل كبير في تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، لعدة أسباب كشفت عنها مجلة نيتشر البريطانية، ونشرها المنتدى الاقتصادي العالمي.

حيث أوضح التقرير أن من شأن الانبعاثات الناتجة عن تغيير استخدام الأراضي أن تستهلك نحو 15% من الميزانية العالمية للكربون خلال العقد المقبل وحده، بإفتراض استمرار المعدل الحالي، الأمر الذى يجعل عملية إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي صعبة.

وأشار أيضًا إلى أن وقف إزالة الغابات لا يعني وقف جميع الانبعاثات الناتجة عن هذه العملية في الماضي، لكن التخلي المبكر عن إزالة الغابات من شأنه أن يسمح لهذه الانبعاثات السابقة بالإقتراب من هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

كما نادت العديد من المنظمات الدولية إلى ضرورة التوقف عن إزالة الغابات، وأبرزها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، حيث دعت فى أكتوبر الماضي العالم إلى التشجير والتوقف عن إزالة الغابات، كجزء أساسي من الحل للتصدي لتغير المناخ، حيث تغطي الغابات 31% من مساحة اليابسة في العالم، وتخزن ما يقدر بنحو 296 جيجا طن من الكربون، وهي موطن لغالبية التنوع البيولوجي على الأرض في العالم.

وحول الحلول المقترحة للتصدي لأزمة المناخ عبر الغابات فهي كالتالي، وقف إزالة الغابات، حيث يُعد ذلك المفتاح للتصدي لأزمة المناخ من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحماية أكثر من نصف التنوع البيولوجي على الأرض، إلى جانب زراعة الأشجار وإستعادة القدرات الإنتاجية وتحسين مرونة النظام البيئي، حيث أن استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة تؤدي إلى زيادة الغطاء الشجري، وزيادة الإستدامة الاقتصادية، وهو أمر ضروري لزيادة الإنتاجية وبذلك تلبية الاحتياجات المتزايدة.

بالإضافة إلى استخدام الغابات والأشجار بشكل مستدام بصفة عامة، حيث تعتبر الأخشاب والشجيرات من الموارد متجددة القيمة بشكل كبير، ومصدرًا مهما لمواد محايدة الكربون وحتى مواد كربونية - إيجابية، فالأغذية التي يتم حصادها من الغابات تشكل عاملًا مهما في تحسين الأمن الغذائي للأشخاص الذين يعيشون بجوارها أو حتى بعيدًا عنها.