أن نختلف معا فهذا خلاف يمكن تسويته فالشجار ينتهي بالصلح والجدال ينتهي بالصمت والحرب تنتهي بالسلام أما أن نختلف

أخضر,الزلازل,البراكين,العواصف,الفيضانات,الجفاف



الحرب مع «الطبيعة».. إهمال البشر في مواجهة الكوارث الكبرى!

FirstBank

أن نختلف معاً فهذا خلاف يمكن تسويته، فالشجار ينتهي بالصلح، والجدال ينتهي بالصمت، والحرب تنتهي بالسلام، أما أن نختلف مع الطبيعة، فهنا علينا أن ندرك أننا أمام حرب غير متوازنة، يكون الإهمال سلاح البشر الوحيد فيها، في مواجهة؛ الزلازل، البراكين، العواصف، الفيضانات، والجفاف.

فتلك الأسلحة قادرة على إبادة بني البشر بلا رحمة، لأننا مازالنا نستفز جمال الطبيعة، بتصاعد الغازات الدفيئة وأهمها ثاني أكسيد الكربون والميثان، حتى تصعد إلى الغلاف الجوي لتشكل طبقة صلبة تؤدي إلى حبس حرارة الشمس أو ما يعرف«ظاهرة الاحتباس الحراري»، التي يترتب عليها ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وهنا تشتد درجة حرارة الصيف، وتنخفض درجة حرارة الشتاء بسبب ظاهرة الدوامة القطبية، ويرتفع منسوب مياه البحر بما يهدد باختفاء مدن كاملة مثل ميامي، شغنهاي، والأسكندرية!، وتتساقط الأمطار الحامضية لتخفض من انتاجية الأرض الزراعية كما الحال في شمال أوروبا، وتندر الأمطار الصحية لتؤدي لانتشار الجفاف كما الحال في اقليم كردستان، وتثار الزلازل والبراكين، كما الحال في شرق الأرض وغربها.

لذا على الإنسان أن يدرك أنه مهما بلغت قوته، لن يستطيع مواجهة الطبيعة، ولن يصمد أمام أقل أسلحتها قوة، وعليه أن يستسلم لمتطلبات البيئة حتى تستمر في استيعاب الإنسان، ولا تلفظه كما لفظت من قبل أساطير مثل الديناصورات عظيمة القوة.

أهلاً بكم في فقرة أخضر.. اليوم وفي مطلع كل أسبوع

من يتسبب في ظاهرة التغير المناخي؟ ومن يدفع الثمن،

تقف إنبعاثات الغازات الدفيئة بشكل رئيسي وراء ظاهرة التغير المناخي، وتنتج هذه الغازات من احتراق الوقود الأحفوري، مثل النفط، والفحم، وتعتبر الصناعة هي المصدر الأول لهذه الغازات، خاصة الصناعات القائمة على الوقود الأحفوري، وغير المتوافقة مع الشروط البيئية، وبالتالي تعتبر الدول. الصناعية الكبرى، والدول التي تتوسع صناعياً دون اعتبارات للبيئة؛ هم أكبر مسببي ظاهرة التغير المناخي، فمن يكون هؤلاء؟

أشار تقرير أممي صدر عام 2021، أن هناك 5 دول حول العالم يتسببون في 56% من إجمالى انبعاثات الغازات الدفيئة من الكرة الأرضية، وهذه الدول بالترتيب هي: الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الهند، واليابان.

بينما تسهم أكثر من 100 دولة نامية وفقيرة فى 3% فقط من إجمالى انبعاثات الغازات الدفيئة فى الكرة الأرض.

لاحظنا أن الدول الغنية أو الصاعدة تعتبر المسبب الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري.. فهل هم من يدفعون الثمن الأكبر نتيجة الآثار الضارة لهذه الظاهرة؟

الإجابة لا، فالدول الغنية والصاعدة تمتلك قدرات مادية كافية لتأمين الاحتياجات الغذائية لشعوبها، وتطوير الأنظمة الصحية لديها، وتطوير أنظمة الزراعة والصيد لتكون أقل تأثراً بآثار تغير المناخ.

وفي المقابل تعاني الدول الفقيرة من مستويات موارد منخفضة، وبالتالي مع انخفاض انتاجية الأراضي الزراعية نتيجة عوامل الجفاف والأمطار الحمضية، تنتشر المجاعات في تلك الدول، ويبدأ الأفراد في النزوح، والهجرة الداخلية بحثاً عن الغذاء.

كما تعاني هذه الدول الفقيرة من وجود أنظمة صحية منخفضة الكفاءة لا تستطيع حماية البشر من الآثار السلبية لأزمات تغير المناخ.

وبالتالي تكون الدول الفقيرة هي الأكثر تأثراً بظاهرة تغير المناخ التي يقف ورائها الدول الغنية، وهذا يعد بمثابة خلل واضح في ميزان العدالة الدولية، يحتاج إلى تصويب عاجل.