FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قطوف: إبراهيم حلمي عبد الرحمن.. الأب الروحي لعلوم التخطيط في مصر والعالم العربي

FirstBank

وُلد الدكتور إبراهيم حلمي عبد الرحمن في الخامس من يناير عام 1919 في قرية كفر الولجا بمحافظة القليوبية، وهو ابن الشيخ علي عبد الرحمن الهلباوي، عمدة القرية.

أظهر «عبد الرحمن» تفوقًا لافتًا منُذ صغره، حيث احتل المركز الأول على مستوى الجمهورية في جميع مراحل تعليمه.

حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة وهو لم يتجاوز العشرين، ثم سافر لاستكمال دراسته بالخارج، ونال الدكتوراه من جامعة أدنبره عام 1941، وتابع دراسات ما بعد الدكتوراه في الفلك بجامعة كامبريدج عام 1942، وبعد عودته، بدأ مسيرته الأكاديمية كمدرس بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم أستاذ مساعد بمرصد حلوان.

شغل الدكتور إبراهيم العديد من المناصب الهامة، حيث اخُتير عضوًا في الوفد المصري إلى مؤتمر اليونسكو الدولي من عام 1948 إلى 1952، كما كان سكرتيرًا عامًا لمجلس الوزراء عام 1953، وقضي في هذا المنصب خمس سنوات حتى 1958.

وفي أثناء هذه الفترة تولي أيضًا سكرتارية المجلس الأعلى للعلوم خلال الفترة من 1956 إلى 1958، وقد لعب دوراً في تأسيسه.

وفي 1954 كان أيضاً أول مدير لمؤسسة الطاقة الذرية حديثة الإنشاء، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1959، وبالإضافة إلى هذه المناصب جميعًا تولي منصب سكرتير لجنة التخطيط القومي منُذ إنشائها في منتصف الخمسينيات، ومنُذ ذلك الحين بدأت علاقاته بمجال التخطيط.

اختير وكيلاً لوزارة التخطيط القومي عند تأسيسها في يناير 1959، ولم يتجاوز الأربعين من عمره، وفي فبراير من نفس العام شغل عضوية المجلس الأعلى للعلوم، ثم انتدب عام 1961 لمساعدة نائب رئيس الجمهورية عبد اللطيف بغدادي في تنظيم الإدارة الحكومية.

وساهم في تأسيس معهد التخطيط القومي وكان أول مدير له في الفترة بين 1960 و1963، كما أعير إلى الأمم المتحدة ليشغل منصب مستشار الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، كما كان مساعدًا للسكرتير العام للأمم المتحدة لشؤون الصناعة خلال الفترة من 1963 إلى 1966، ثم تولي منصب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) التى يُعد أحد مؤسسيها خلال الفترة من 1967 إلى 1974.

عُيّن «عبد الرحمن» وزيرًا للتخطيط والتنمية الإدارية في حكومة ممدوح سالم الأولى (1975-1976)، وأسهم في إعداد خطط تنموية واقتصادية استراتيجية لمصر والوطن العربي.

كان للدكتور إبراهيم العديد من الإسهامات العلمية والبحثية، حيث نشر أكثر من 170 بحثًا ومقالًا، وترك إرثًا من المؤلفات أبرزها كتاب "الإدارة وتحديات التنمية" الصادر عام 1987.

وتجلى تأثيره محليًا ودوليًا من خلال أدواره القيادية، وذلك من مشاركاته في مؤتمرات الأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا منُذ بداياتها، كما أنه ترأس لجنة شكلتها الأمم المتحدة للتخطيط لدراسة كيفية تثبيت أسعار المواد الأولية، كما شارك في إنشاء معهد عالمي للتخطيط في شيلي.

وأسهم أيضًا في مؤتمر الأمم المتحدة للتنظيم الاقتصادي الدولي بنيويورك عام 1980، ومؤتمر العلوم والتكنولوجيا للتنمية في فيينا عام 1978.

وعلى الصعيد الوطني، فأسهم الدكتور إبراهيم حلمي عبد الرحمن فيما بعد خروجه من الوزارة عام 1979 في إعداد دراسة عن دعم السلع.

وكان واحدًا من العلماء الخمسة الكبار الذين عهد إليهم الرئيس حسني مبارك بتنظيم المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في أول عهده وتولي رئاسة هذا المؤتمر، مع عبد الجليل العمري، وعبد العزيز حجازي، وعبد المنعم القيسوني.

واصل «عبد الرحمن» إتصاله بالمجتمع العلمي طوال مسيرته المهنية، وارتبط بأساتذته وزملائه وطلابه بعلاقات أكاديمية متميزة، حيث انتُخب عضوًا في العديد من المؤسسات العلمية البارزة، منها المجمع العلمي المصري، والاتحاد العلمي المصري والعربي، والأكاديمية العربية للعلوم، والجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية، مما يعكس مكانته المرموقة في الأوساط العلمية.

وفي عام 1985، حصل «عبد الرحمن» على جائزة الدولة التقديرية في العلوم، وقد نالها في نفس العام مع رئيسي أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا السابقين، عبد المنعم أبو العزم وإبراهيم بدران، وجاء ترتيبه في المركز الثامن والخمسين ضمن قائمة العلماء الذين حصلوا على هذه الجائزة منذ إنشائها عام 1958.

توفي الدكتور إبراهيم حلمي عبد الرحمن عام 1998، تاركًا إرثًا علميًا وإنسانيًا كبيرًا، ومساهمات لا تُنسى في مجالات التخطيط والتنمية، ومؤثرًا في أجيال من الباحثين والمفكرين الذين ساروا على خطاه.